انا بحب الرسم واول حاجة رسمتها وانا صغيره كانت رأس  حصان.  والدي وأعمامي كل واحد كان عنده الحصان بتاعه ولأن والدي كان مثلي الأعلي فكان حلمي يبقى عندي حصان زيه.   وكمان جدي لوالدتي كان ظابط في سلاح الفرسان الملكي ومن تلامذته الفارس المشهور أحمد مظهر

وانا في خامسة ابتدائي حدثت لي حادثة سببت إصابة في عيني ومن وقتها حصل فيها مشاكل ومضاعفات دخلتني في رحلة سفر وعلاج اضطرتني للغياب فترات طويلة عن المدرسة.  كان والدي بينقل المنهج من أصحابي ويبعتهولي كل اسبوع بخطه الجميل وأقعد أذاكره لوحدي وامتحن وبفضل ربنا و والدي كنت الحمد لله بطلع من الأوائل.  كان عندي عزيمة قوية اني مخليش ظروفي تتحكم في وكنت متأكدة ان زي ما ربنا حطني في محنه هو كمان كرمني و أنعم علي اكثر من غيري في حاجات ثانية كتير.  دخلت هندسة القاهرة وبرغم مشاكلي الصحية وصداع كان تقريبا مبيفارقنيش واحساسي بفقدان النظر تماما بعيني اليمني مخلياني شكلي مش عادي في وسط البنات، الا اني كنت مصممة ان ده ميأثرش على ثقتي في نفسي وكنت بذاكر واثابر وكنت كمان بذاكر لبعض أصحابي وأشرح لهم والحمد لله كنت من  الأوائل و بمرتبة شرف.  الشكر لله درجاتي ساعدتني اشتغل حتى من قبل ما اتخرج ومن غير واسطة

اشتغلت في أكبر شركة استشارات هندسية في تخصصي هندسة إتصالات وبعد كدة انتقلت الي أكبر شركة كمبيوتر بعد ان اتممت ماجستير الكمبيوتر.  كنت بحب شغلي جدا وببذل فيه كل جهدي وانسي الوقت.  مشكلتي الوحيدة اني ماكنش عندي حياة كبيرة بره مكتبي.  من حزني بعد وفاة والدي حسيت اني ملحقتش اقعد معاه كفاية واتضايقت من نفسي لاني كنت دايما في الشغل وبسافر كثير، بعدها ربنا أكرمني بشغل ظروفه خلت حياتي فيها وقت اكثر أقضيه مع والدتي وأهلي و أصدقائي و بدأت أفكر في حلم المزرعة اللي كان دايما يراودني.  اتنقلت لواحد من أكبر البنوك غير الحكومية في مصر و مكانه جنب البيت وكانت طبيعة الشغل أهدى والساعات أقل والفلوس أكثر فتخيلت ان دي الفرصة المثاليه لوضعي.  بس سبحان الله كنت عامله زي السمكة اللي طلعت من المياه.  مستريحتش أبدا وبقيت محبطة طول الوقت

بس فعلا رب ضارة نافعة.  لولا الفترة السلبية دي ودخول ثورة يناير في نفس الوقت وظروف الشغل الصعبة مكنتش قابلتكم النهاردة في مزرعتي وألف حمد لله انا سعيدة سعادة حقيقية ربنا يديمها علي وحرة وبشتغل بشغف و بكده بدأت أحقق حلم طول عمري كنت فاكرة اني صعب أحققه. بفضل الله اشتريت أرض مزرعة داليا وبدلت البدلة والكعب والرسميات بالمزرعة واللبس المريح والخيل العربي والكلاب والزرع والحمد لله مش ممكن أكون أسعد من كده.  بحس ان المزرعة دي مملكتي و خلقت لنفسي حياة بحبها.  حلمي اني اكون من أكبر مزراع تربية الخيول العربية و أنا عارفة ان دي حاجة بتاخد مجهود جامد و وقت طويل اوي بس مش مهم.  المهم اني بدأت