قصة لتغيير وتطور شخصى حدث على كبر

mm-1

مريم صديقتي وزميلتي ومثل أعلى وقدوة بالنسبة لي ولكل من يعرفها……هي مدرسة في الوطنية والصبر والحكمة والنزاهة والثبات على المبدأ.  كنا سويا في شركة واحدة ثم عملنا سويا لفترة في مجال التدريب قبل أن تنضم هي لشركة كويست للتنمية البشرية والتدريب.  سافرنا سويا لندرس ونحصل على شهادة ممارسة لاختبار مؤشر أنماط مايرز بريجز للشخصية المعتمدة.  مريم من أعز الناس الى قلبي مهما بعدت المسافات والمشغوليات بيننا وأكن لها بكل الأحترام.  اليكم قصتها

 عندما طُلِب مني المشاركة في هذا المشروع، تساءلت ما الذي يجعل بعض النساء “بارزات”! وهل هذا يعني أن الاخريات لسن كذلك ؟ فوصلت الى استنتاج وهو ان هن اللاتى يستمرون في “التغيير” و “التكيف” و “النمو” و “التطور”، بغض النظر عن ما يجد عليهن من ظروف الحياة… .. وبعبارة أخرى هن اللائى لا ينهزمن ولا يستسلمن… وهذا يعني أن هناك عددا ضخما من النساء المصريات البارزات، بأشكال مختلفة

حتى بلوغى سن الثمانية والثلاثين اعتبرنى من حولي ناجحة لسبب بسيط جدا، وهو استمرارى فى الترقى من منصب لآخر فى مجال عملي.  بدأت العمل فى مجال السياحة والسفر كمرافق للمجموعات السياحية وانا ابلغ من العمر العشرين عاما.وبعد مرور ثمانية عشر عاما استقلت   بعد اكتساب خبرات كثيرة فى هذا المجال، خاصة فى منصبى كمدير تنفيذي فى احدي شركات السياحة العالمية والمتخصصة فى الرحلات الفاخرة، وهى شركة آبركرومبى اند كنت

اعتقدت آنذاك اننى وصلت الي قمة النجاح.و يرجع هذا الإعتقاد الى ان تعريف النجاح (من مفهوم المجتمع) يتلخص في الآتى: “طالما انت مستمر فى الترقى من منصب لآخر وراتبك في زيادة مع كل ترقية، فلابد و ان تكون ناجحاً، اليس هذا صحيحاً؟”       لا … ليس هذا صحيحاً… علي الأقل بالنسبة للبعض.. فقد ادركت بنظرة تأملية الي الماضي اننى لم اكن راضية حقا  وان كل ذلك لم يكن وافياً لى، حتي اني كنت اعاني من نوبات قلق و توتر حاد

ما بين سن الـثمانية والثلاثين و الثانية والاربعين، اتخذت حياتى اتجاه مختلف عندما تصادف وقوع حدثين كبيرين فى نفس الفترة و هذا أدي الي تغيير فكرى ومساري وهما

و*وفاة زوجى بعد تجربة مع مرض السرطان دامت اربع سنوات، فاصبحت المسئولة الوحيدة عن ابنتين، احداهما في الحادية عشروالأخرى في الخامسة عشر

طُ*طُلِب منى تصميم مادة تدريبية بالاضافة الى القيام بالتدريب فى مجال السياحة رغم ان لم يكن لدي اي مؤهلات اكاديمية للعمل فى مجال التدريب

اتذكر شعورى بالرضا فى اول مرة قمت فيها فعليا بالتدريب، و ادركت حينها ان هذا هو ما ارغب فى القيام به.  وبالرغم من المقاومة التى واجهتني من بعض المحيطين بى فى ذلك الوقت، اضافة الى صوت ما بداخلى يقول “لقد كبرت على تغيير المهنه الآن” الا اننى اتخذت هذه الخطوة. ومنذ ذلك الحين و بعد تسع سنوات وانا مازلت في رحلة مليئة بالتعلم والإدراك

منذ ان اصبحت مدربة معتمدة من جامعة كامبريدج تكاثرت التخصصات التى اقوم فيها بالتدريب.  ما يعجبني فى مجال “التعليم والتطور” انه مجال ذو وجهين؛ فإذا أردت مساعدة الغير على إكتساب إدراك جديد، فعليا اولاً ان اكتسبه بنفسي!  كما اصبحت مفتونة بالسلوك البشرى وبعلم النفس.  واثناء رحلتى حصلت على شهادة كممارسة لاختبار مؤشر أنماط مايرز بريجز للشخصية، بالاضافة الى دراستى الحالية للحصول على شهادة الممارسة فى مجال البرمجة اللغوية العصبية

استمر فى التعلم والنمو يوما بعد يوم ،ليس فقط بالممارسة، بل ايضاً من بناتى واصدقائهم، فهناك الكثير من الحكمة تحيط بنا فى كل مكان اذ تفتحت اذهاننا لإستقبالها

اذا طلب منى ذكر دروس الحياه الأكثر تأثيراً عليا فهي

تقبل الأقدار دون مقاومة والتعامل معها بايجابية وقوة عزيمة

تحدي كل الاعراف والضغوط الاجتماعية التي ليس لها أساس سليم

الإنصات للصوت الداخلى

Leave a comment