هبة قريبتي لكني لم اتعرف عليها سوى منذ فترة قصيرة بسبب قطع التواصل بين جدي وجدها. مثابرتها واهتمامها بصلة الرحم المفقودة كانت السبب في اعادة بناء العلاقة بيننا. المضحك ان اختي اسمها هبة وطول عمرها ولحد الآن عايشة خارج مصر. وكنت كثير أسأل لو كنت أخت هبة أبو رابية وأقول “نعم” واستغرب الناس تعرف هبة الزاي؟ الا ان تعرفت على هذه السيدة الجميلة الرقيقة الخجولة المتواضعة جدا والناجحة جدا جدا والتي أفتخر أن اقدم قصتها لكم هذا الأسبوع
انا هبة الله ابورابية، خريجة الجامعة الامريكية بالقاهرة بدرجة بكالوريوس ’93 و الدراسات العليا ماجستير ادارة الاعمال للمدراء التنفذيين ’14. متزوجة من استشاري التخديرالدكتور شريف فؤاد ولدي طفلان سلمى 17 وعمر 13
وكان التحدي الأكبر الذي عشته هو فقدان والدتي مباشرة بعد تخرجي. كونى طفلتها الوحيدة جعل تركيز كل الاهتمام على و كان فقدها هو فقد العمود الفقري والحماية من حياتي، ولم يكن من السهل على التحرك وأدركت أنني يجب أن اعتمد على نفسي في كل القرارات الحاسمة والتافهة وكنت مقتنعة أنني غير مستعدة للقيام بهذا
مع الوقت اكتشفت في نفسي ان والدتي قد ربتنى على أن اكون قوية جدا ومستقلة، ولكن صدمة خساراتها لم يسمح لي بادراك هذا في ذلك الوقت، ولكن المرور بتحديات الحياة وتربية أطفالي كشف بالنسبة لي القوة التي كانت قد زرعتها بداخلى وأدعو لها في كل وقت. كنت أتمنى لو أنني أدركت هذه القوة في وقت سابق بدلا من الشعور الدائم بالأضطراب وعدم الأمان والأستقرار لفترة طويلة بعد وفاتها
وهذا هو السبب في أنني حرصت على تربية ابنتى وابنى أن يكونا مستقليين واعييين عن قدرتهما على التعامل مع التحديات التي قد تواجههما وعندهم الآليات لهذا. وأدعوا كل الأمهات لتربية الأطفال بمثل هذه الطريقة التى من شأنها أن تجعلهم يشعرون بالأمان في قدراتهم على مواجهة تحديات الحياة التي ستواجههم حتما
من أهم الدروس التي علمتهالي الحياة ان الإيمان هي الكلمة الرئيسية في جميع أعمالنا والإيمان بأن الله هو حامى لنا، والإيمان بأن كل التحديات التي نمر بها هى اختبار والله سوف يساعدنا على اجتيازه بنجاح، والإيمان أنه إذا كنت تخطط بشكل صحيح وبذل الجهد لتنفيذ ما تخطط له ، سوف تنجح في إدارة حياتك الشخصية والمهنية. وأخيرا، الإيمان هو معرفة ما هو مهم في حياتك و بناء الخطط عليه
مررت بأربعة محطات في مسيرتي المهنية حتى الآن
المحطة الأولى كانت بداية مسيرتي المهنية مع فرصة ممتازة فى العمل في شركة شلمبرجير وهو ما يمكن أن أسميه حقا مدرستي المهنية، وأنا مدينة لهم في تقويتى فى الحياة العملية لانهم يتبعون أسلوب ” سوف نرميك في البحر إما أن تسبح أو تغرق” وسبحت وهنا كان أول معرفتي بعالم الموارد البشرية. أتذكر عندما كنت حاملا في الشهر التاسع وكنت مسئولة عن تنظيم مؤتمر مهم جدا حيث قمنا بدعوة جميع الشركات العاملة في حقول النفط، وكان نجاحا كبيرا، وعندما تلقيت ألشكر من رئيسى فى العمل وجه الشكر لي و لابنتي التي لم تولد بعد
المحطة الثانية كانت في شركة سيمنز و هي مدرسة مختلفة فى العمل و الثقافة عن ما تعلمته سابقا وقد كان بداية لطريقي في العمل في مجال الموارد البشرية
وكانت المحطة الثالثة هي الحصول على أول وظيفة مدير في شركة كوربليس- ذراع التأجيرالتمويلى للبنك التجاري الدولي في ذلك الوقت. فى هذا المكان كنت مسؤولة عن إنشاء إدارة الموارد البشرية، وبناء فريق العمل و العمل على خطة التوسع
والمحطة الرابعة والأخيرة هي مع مجموعة الفطيم حيث اشغل حاليا منصب المدير الاقليمى للموارد البشرية في مصر ولبنان والأردن. أكبر تحدي واجهته هنا هو التحدي المتمثل في إنشاء نموذج خدمات الموارد البشرية المشتركة للمرة الأولى في مجموعة الفطيم خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وبناء الفريق، والنجاح فى تنفيذ متطلبات التوظيف الجماعي لإدارة كايرو فستيفال سيتي مول وإدارة المدينة، ايكيا وجميع المتاجر الرئيسية خلال الفترة عصيبة جدا في تاريخ مصر في عام 2011 و 2012 و 2013 حيث كان علينا أن نعمل حتى خلال فترة حظر التجاول ولكنه كان يستحق كل العناء الذي احتفى لحظة سماع النشيد الوطني يعزف في حفل الافتتاح
Very moving article! I am very moved by your determination and strength!
LikeLike