قصة سيدة طلبت النجاح فتهيأت للعمل وصنعت تجربتها فمشت الطريق الى الغاية ولم تترسم خطاها

35_Mai Elwy

مي علوي ذات الابتسامة الخلابة والشخصية المرحة المحبة للحياة كانت زميلتي في برنامج الكوتشينج الذي درسنا فيه سويا لمدة أكثر من سنه وكان لي الحظ ان اتقرب اليها واعرفها عن قرب أكثر فمسست فيها الشخصية الشغوفه المثابرة الطموحة المرحه والبسيطة جدا في نفس الوقت.  اليكم قصتها الملهمة التي تبث الأمل لكل امرأه ما زالت تبحث عن ذاتها

أنا زوجة وأم، عندي ٣٣ سنة، وبشتغل في كذا حاجة حاليا. منهم اني بمرن الاباء والامهات والمدرسين على التربية الايجابية.  بشتغل كمان موجهه ومدربة في منحة لازورد في مركز جرهارت في الجامعة الأمريكية، ومدرس مساعد في الجامعة في قسم علم النفس . وبطبيعة شغلي بشتغل كمستشارة أو اخصائية للتربية الايجابية في كذا مشروع منهم حماية الطفل التابع لليونيسف

أكتر حاجة بحبها في الدنيا اني أقضي وقت مع الناس اللي بحبها، وكمان باحب المذاكرة جدا.  بدرس ماجيستسر دلوقتي في علم النفس الارشادي.  وبحب كمان السفر و الدراما والكتابة واني اجرب واتعلم حاجات جديدة

التحدي الاكبر في حياتي العملية كان اني قعدت فترة طويلة مش عارفة انا بحب ايه ولا عايزة اشتغل في مجا ل ايه. أنا درست علوم سياسية لمجرد ان مجموعي كان عالي، زي ناس كتير ما كنتش في الوقت ده عارفة انا عايزة ايه ولا بحب ايه، في ١٠ سنين اشتغلت ٧ شغلانات في مجالات مختلفة، في الاتصالات والموارد البشرية والتدريب والتدريس والبحث والتطوير والفن وغيرهم، وكنت بستمتع بأول فترة وانا بتعلم حاجة جديدة وبعد شوية احس انه مش هو ده اللي انا بحبه ولا عايزة اعمله بقية حياتي

كنت مصممة اني افضل ادور على الحاجة اللي هبقى مستمتعة وانا بعملها وحاسة بقيمتها وبدوري فيها، بس طبعا الموضوع كان مش سهل، وكنت دايما بسمع كلام يشككني في نفسي زي “انت بتزهقي بسرعة” “انت بتضري المسارالوظيفي بتاعك”، خاصة اني نجحت في كتير من المجالات دي واتقدمت فيها في فترة صغيرة

في نص الطريق كده عرفت اني بحب اوي التعليم وعلم النفس، بس قعدت فترة باردو الصورة مش واضحة.  وقررت ادرس في المجال اللي بحبه، وخدت كذا شهادة وابتديت أتعلم علم نفس من الأول.  وبعد ما ولدت بنتي، زي ما تكون الصورة فجأة بانت، لقيت عندي شغف رهيب في مجال تربية الأطفال، و قررت اني هستمعل خبرتي العملية دي في مساعدة الاباء والأمهات. سافرت درست في مجال التربية وبدأت الماجيستير وأسست “ريزينج هابي “

التحدي التاني كان في قرار التأسيس نفسه.  مكنش عندي أي خبرة في تأسيس مشروع، والمجال كان جديد، فماكنش عندي تجارب مثيلة أتعلم منها، وماكنش معايا رأس المال اللي محتاجاه عشان أوفر مكان للتدريبات. وكانت خططي اني هستنى لما أجهز كل الحاجات دي صح، وقررت اني هفضل أتعلم لحد ما أكون جاهزة.  بالصدفة كنت بحضر تدريب لرواد الأعمال وسمعت جملة بسيطة بس علقت معايا أوي، المدرب قال “لو استنيتوا لحد ما تكونوا جاهزين، عمركم ما هتبدأوا”… ونصحنا اننا ناخد أي خطوة نعتبرها بداية، والباقي هيجي واحنا ماشيين في الطريق، وفعلا روحت اليوم ده إشتريت الموقع الالكتروني بتاع ريزينج هابي وقررت اني أعمل حاجة كانت مش مريحة خالص بالنسبة لي وكنت بحس اني مش شاطرة فيها أبدا.  قعدت أدور في دايرة معارفي على كل الناس اللي ممكن يساعدوني بخبرتهم، وفعلا عملت كده وكم المساعدة اللي خدتها ما كنتش عمري ممكن اتخيلها، ولقيينا حل فعلا لتقريبا كل العواقب، حتى رأس المال.  وصلنا لحل اني هبدأ من غير سنتر في الأول ودورت على أماكن أعمل معاهم شركات عشان أستعمل المكان للتدريب

بدأت فعلا أول ٢٠١٥، وكنت في الأول لوحدي خالص وبعمل كل حاجة، وفاكرة طبعا التدريبات اللي كانت بتتلغي في الأول عشان العدد مش كافي، وأي فرصة كانت بتجيلي كنت بعملها، وإشتغلت كتير من غير مقابل، وأكتر حاجة ربنا كرمني اني قدرت أعملها، هي إني كملت. والحمد لله من السنة التانية بدأت الناس تعرفني وحققت أكتر بكتير من اللي كنت أتمناه

في مشوار حياتي اتعلمت دروس كتير، أهمها تقبل فكرة اني ساعات هبقى مش عارفة أنا عايزة ايه بالظبط، وان السعي ورا اني أفهم نفسي وأعرف أنا دوري ايه في الحياة في حد ذاته ممتع وبالنسبة لي واحد من أسباب وجودنا على الأرض، إتعلمت إن التجارب والتعلم الحاجتين الواحدين اللي عمرهم ما بيضروا، وإن المذاكرة ممتعة جدا أول ما ألاقي المجال اللي فعلا بحبه، وإن مش لازم الناس تكون فاهمة اختياراتي طول انا فاهماها ومقتنعة بيها

بالنسبة لي أكتر حاجة ساعدتني إني أقدر أبدأ وأكمل، طبعا بعد كرم ربنا وعيلة وأسرة بتشجع وتتفهم وتساعد، كان تقبلي لفكرة إني لو عايزة أكون أم و زوجة وبشتغل وبساعد في المجتمع وبدرس، لازم اقبل فكرة اني مش هقدر ادي كل حاجة منهم ١٠٠٪، وأعرف أولاوياتي كويس وايه  اللي عندي استعداد اضحي بيه وامتى وايه اللي مش عايزة أقصر في دوري فيه .  واني ما انساش أعمل الحاجات اللي بحبها وأقضي أكتر وقت ممكن مع عيلتي عشان ده اللي بيخليني عندي طاقة اني أكمل ،وأسيب وقت ولو صغير جدا لنفسي. واني أتعلم أقول “لأ” حتى لأحسن الفرص لو مش في وقتها، وأطلب المساعدة لما أحتاجها

من وجهة نظري، خطوات النجاح هتبدأ بانك تعرفي لنفسك أصلا يعني ايه نجاح بالنسبة ليكي انتي شخصيا، ومتسعيش ورا قوالب ومعايير للنجاح حددوها الناس اللي حواليكي او المجتمع اللي عايشة فيه، وانك تتعلمي كل ما تجيلك فرصة، وتعرفي نفسك وأهدافك واللي بيسعدك. وكمان ماتتكسفيش تطلبي مساعدة لما تحتاجيها، وماتستعجليش النتايج، وكمان متحمليش نفسك فوق طاقتها.  ومتصدقيش كدبة انك محتاجة تختاري بين انك تكوني ناجحة في شغلك أو في حياتك الشخصية، دوري على أي نوع من أنواع الدعم النفسي اللي هيساعدك في الأوقات الصعبة

أما عن مثلي الأعلى فكل ما بكبر بتأثر بصفات وتصرفات موجودة في أشخاص أكتر من إني أخد شخص كله على بعضه. مازال الناس اللي عندها القدرة والعزيمة انها تحاول تخلي الدنيا مكان أفضل أكتر ناس بيأثروا فيا ويلهموني، والناس اللي بتثبت على مبادئها حتى لو اللي حواليها ما بيشجعش على كده

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s