اول مرة قابلت فيها هبة شدتني ابتسامتها المرحبة وروحها الحلوة المرحة.  ومع متابعة صفحتها عجبني جدا تبسيطها للأمور وشرحها بخطوات سهلة وبسيطة ونصائحها العملية.  وعرفت انها بدأت حياتها كمدرسة وكانت ناجحة جدا فحبيت أعرف قصتها وأشاركها معاكم….ئ

بدأت حياتي المهنية كمدرسة و اشتغلت أكثر من عشر سنين في التدريس لأطفال في سن الحضانة.  بعد عملي بسنتين اتجوزت و كان شغفي في الفترة دي إني أعمل فرق في حياة طلابي و كانت منتهي سعادتي لما يطلعوا من عندي أخر السنة بيعرفوا يقرأوا و معتمدين على نفسهم

التحدي الأول الكبير اللي واجهني لما انجبت ابني رقم ثلاثة وجدت صعوبة شديدة في الموازنة ما بين شغلي بشكل دائم و بين رعاية أسرتي.  وأخذت قرار إني أتفرغ لأسرتي و ده كان أول نقطة تحول في حياتي

قررت إني انمي نفسي كأم علشان أربي ولادي بشكل أفضل فبدأت احضر دورات في تطوير الذات و اقرأ كتب في نفس المجال و اكتشفت شغف جديد وهو مجال التغذية و ده دفعني إني أجرب وصفات و طرق تغذية جديدة علشان أوفر لأولادي حياة صحية متوازنة.  مرت سنين و أنا باجرب طرق متعددة بس كان عندي تضارب في المعلومات و ما كنتش باعرف احدد السبب اللي مانعني من الثبات على أسلوب غذائي واحد وكنت كتير بشعر بتانيب الضمير لما اكل حاجه بره الدايت و ده كان شيء مزعج بالنسبه ليا

لحد ما مريت بنقطة التحول التانية وهي اني اصبت بأزمة صحية منعتني من الخروج لفترة واضطرتني اني التزم الفراش و اخد ادوية كتير.  خلال الفترة دي لاحظت إني بالرغم من إني قاعدة في البيت و مش بابذل مجهود إلا إن مستوي نشاطي و تركيزي قليل و إني باتعصب بسرعة.  لما ركزت لاقيت إني كنت فاكرة إن خروجي و انشغالي هو سبب احساسي الدائم بالإجهاد و العصبية و اكتشفت إني كنت غلطانة.  بعد فترة المرض قررت إني انتبه أكتر لصحتي فقررت اشترك في برنامج ديتوكس لتنقية الجسم واللي من خلاله اكتشفت إن جسمي كان محمل بسموم كانت هي سبب إصابتي بالأرق المتكرر والإجهاد والعصبية.  في نفس الفترة بنتي بدأت تواجه صعوبات في الدراسة و التركيز، ففكرت إن ممكن يكون السبب هو الأكل غير الصحي.  استشرت الكوتش بتاعتي و نصحتني امنع عنها السكر و العيش و الاحظ الفرق. و دي كانت نقطة التحول التالتة

حسيت برغبة شديدة في التعلم علشان تكون تصرفاتي و اختيارتي مع ولادي و مع نفسي مبنية على علم و دراسة مش من خلال كلام الناس أو نصايح متفرقة. سعيت لدراسة التغذية في معهد التغذية المتكاملة و خلال الدراسة زاد شغفي و مش بس قدرت اساعد أسرتي لأ كمان حسيت إني عندي رسالة وهي إني انقل تجربتي و أنشر الوعي عن التغذية السليمة و إرتباطها بالصحة عند الناس و خصوصًا الأمهات لصحتهم و صحة أولادهم

من وجهة نظري أساس التوازن للست إنها تغذي جسمها بشكل سليم علشان يكون عندها الطاقة اللازمة لتلبية كل التزاماتها مع الحفاظ على سلامتها النفسية.  أكبر درس اتعلمته من تجربتي إن الواحد لازم يحافظ على صحته من غير ما ينتظر إنه يعاني من أزمة صحية و علشان كده بخاطب الأمهات علشان يهتموا بصحة أولادهم و يغرزوا فيهم ثقافة التغذية السليمة.  كنت أتمنى في بداية مشواري إني أكون مدركة و مستوعبة مفهوم اننا اللي بنأكله

أنا ممتنة للمحنة و الأزمة الصحية اللي مرت بيها و اللي بسببها أصبحت أخصائية تغذية معتمدة و بقت منتهى سعادتي لما باحس إني فرقت في حياة الناس و بسطت لهم المفاهيم الصحية الأساسية  و رفعت مستوى وعيهم الغذائي وقدمت لهم بدائل صحية بسيطة وسهلة في متناول ايديهم

رحلتي علمتني ان كل شي بيحصل لسبب.  ممكن منكونش مدركينه..و لكن مجرد تقبلنا لإراده الله و اليقين ان كل اللي بيحصل فيه خير بيساعدنا علي الصبر والسعي حتى تتضح الرؤيه.  لما بدأت شغفي للتغذيه.كنت بنشر علي صفحتي الخاصة معلومات كتيرة في المجال ده بس عمري ما كنت اتخيل أني ينفع أتخصص فيه و أدرسه – أصلا ماكنتش شايفه الفرصه.بس مجرد ما بدأت اسعي.عرفت أمسك اول الخيط وانطلق.  السعي في حد ذاته بيفتح أبواب كتيرة علي الطريق والفرص دايما موجوده للي يدور عليها بجد.  ممكن يكون عندك مهاره أنتي مش مقدراها او متخيله انها هتفرق بس لو عندك يقين ان كل واحد معاه قطعه من البازل الي متميز بيها…هتقدري تلاقي مكانك و تفرقي في حياه الناس

مثلي الأعلى النهارده هو كل إنسان مر بأزمة و استغلها علشان يخلق حياة جديدة أكثر قيمة و فهم الرسالة من الإبتلاء و حوله لنعمة.  وعلشان كده بانصح كل ست إنها تحرص على تطوير نفسها بشكل مستمر و إن أي صعوبة تواجهها في حياتها أو حياة أولادها تسعى إنها تفهم جذورها وتحلها مش بس تتعامل مع أعراضها