غادة هويدي من أكثر السيدات نجاحا وتواضعا على الإطلاق.  قدوة ومثل أعلى بالنسبة لي منذ أن عرفتها.  مرت بتحديات كثيرة لتصل الى ما هي عليه الآن لكنها لا تراهم ولا تذكرهم لكونها تتحلى بالرضا والقناعة الحقيقية فلا ترى سوى نعم الله عليها.  قائدة خلوقة بكل ما تحمله هذه الكلمات من معاني.  أتشرف أن أقدم اليكم قصتها

أنا ست مصريه ربنا اراد انى اكون فى مكانه مريحه، اتعلمت و اشتغلت و اتجوزت و خلفت بدون مقاومه من اهل او زوج و بدون معاناة تذكر.  باعتبر نفسي محظوظه وواجبي انى اغتنم الفرص المتاحه لي لاحقق الهدف من وجودى فى الدنيا اللى هو فى نظري اعمارالارض.   اتجوزت عندى ٣٣ سنه بعد الحصول على درجتين ماجستير فى دراسات الشرق الاوسط و الاداره العامه من مصر و انجلترا.  خلفت عندى ٣٩ سنه و استمريت فى عملى كمسؤله عن قطاع العلاقات الدوليه فى وزارة الاتصالات، و كملت الدكتوراه في  التطوير المؤسسي من انجلترا و عندى ٥١ سنه و انا باشتغل فى الجامعه الامريكيه

اكبر تحدى مريت به – زى كل ام و زوجه عامله -هو تحقيق التوازن بين حياتى المهنيه والتزاماتى الاسرية.  الموضوع كان سهل بالنسبه لى بس قدرت صعوبته على اي ست.  فى احتياجات ماديه عشان رعاية اطفال، فى نعمة وجود الاهل، فى اهم عامل و هو زوج مشارك ومساند و فخور.  قدرت استحالة ان ست تعمل كل ده لوحدها من غير منظومة الدعم الاسريه و المجتمعيه

سر النجاح للمرأه في رأيي هو الرضا بالنعم اللى ربنا بيهديهالنا وده هو اللى بيخلى الست اقدر على التوازن لأن احساسها بالرضا بيكون من الوصول للتوازن و ليس بتحقيق نجاح في دور على حساب الاخر.  اعتقد كمان مهم اننا نفهم الحدود اللى لازم نقف عندها فى كل دور عشان نقدر نحقق التوازن، و ده اللى بيحدد اختياراتنا

أرى أن اهم خطوة لازم تتبعها السيدة اللي عايزة تكون ناجحة في حياتها انها تفهم قدراتها و تحاول توصل لسبب وجودها في الدنيا من وجهة نظرها و بالتالى هدفها فى الحياه.  ومهم أوي تفهم طبيعة كل مرحلة بتمر بها في حياتنها و عمل الاختيارات المناسبه مع تحديد الاولويات.  في مرحله انا اشتغلت فيها نصف وقت لرعاية بنتي،  فى مرحله غيرت فيها شغلي لأنه بدأ يؤثر على حياتى الاسريه.  و الاهم من كل ده ان انا اللى اخترت و الفرصه كانت متاحه لى، ده اللى لازم بتوفر لكل ست

أكثر مقوله تلهمني هي “لقد آمنت بمقدرتها على تحقيق ما تريد فحققته !” علينا دائما الأخذ بالأسباب والسعي لتحقيق ما نؤمن به  وأما النتائج فستأتي من عند الله وهذا رزقنا