قصة تحدي وثقافة وعلم وحب حياة

4_Howayda Gamad

بدأت علاقتنا كزمايل في شركة وكان شغلنا بعيد عن بعض فهي كانت مدير تنفيذي مسؤولة عن التسويق والحجز المركزي وأنا كنت في الموارد البشرية.  قربنا من بعض بسبب العمل الخيري اللي هي كانت بتقوم بيه جنب شغلها وبيتها.  حبيتها اوي واحترمتها وعلاقتنا اصبحت أقوى وأقوى حتى بعد تركنا للشركة.  ست مبهرة وملهمة بكل المقاييس : شاطرة ومتوفقة في شغلها ومن أكثر الاشخاص المثقفة اللي شفتها في حياتي وفي نفس الوقت من أكثر الناس المتدينة عن علم وكمان بتحب الحياة بألوانها وأشكالها وبتتكلم لغات.  أم وزوجة وست بيت شاطرة وجنب كل ده عندها نشاط واسع جدا اجتماعي وخيري.  اليكم قصتها………

أكثر عبارة بتلهمني وبتحركني هي آية “و اذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة ” اللى هو كل حد فينا ..  خليفة ربنا على الأرض و يجب ان نكون جديرين بهذه الخلافة بالعلم و العمل و اعمار الأرض بالخير

افتكر اني بدأت اشتغل من سن 16 سنة و انا في سنة اولى آثار و برغم اني مكنتش اكبر واحدة في اخواتي و لكنى دائما كنت شايلة مسؤوليتهم هم وأهلي.  عمري ما كنت بأقبل أمشي على النقط اللي الدنيا حاطاهالي، دائما كنت احب أعمل الحاجة بطريقتي.  حتى في التعليم مكنتش بكتفي بالمقرر و ده كان دائما يبان في اجاباتي في الامتحانات و مشاريع الكلية.  أحب أسمع مزيكا و أحب أسمع قرآن و أرتله. أحب أصلى و أحب أرقص ومدمنة قراءة   لم أحرم نفسى أبدا متعتها, فلم يمر علي في الفترة الحالية يوم لا أقرأ  على الأقل 100 صفحة

تحديت العائلة و المجتمع فى ظروف صعبة أوي مرت فى حياتى , وتحديت الجامعة حين تفوقت و الجميع كان متوقع فشلي علشان كنت بأشتغل و أنا فى الجامعة.  عندما تزوجت، كنت أجهل صنع الطعام ولكني لم استسلم و تعلمت.  كنت زوجة و أم عاملة في وظيفة صعبة و تتطلب العمل طول اليوم.  تحديت المستحيل وتحديت التعب و قلة النوم حتى أجعل أولادي أحمد ومى من المتفوقين دراسيا و أخلاقيا مع شهادة زوجى انى لم أقصر فى أى شىء تقوم بعمله أى ربة بيت لا تعمل

ومؤخرا تحديت جهلى بالتكنولوجيا فققرت أتعلم التسويق الالكترونى و لم يهمنى أن اتواجد مع ابنتى  فى فصل دراسى واحد , و لم أخجل ان جميع الطلبة فى الفصل الدراسى  من سن ابنتى

ومع كل ده ممكن أقول ان ” أطول ”  تحدى  كان تربية أحمد و مى و تعليمهم حتى كبروا واتخرجوا واشتغلوا وارتبطوا علشان هما و مازالوا جيل كامل مش بس ولادي

الحياة علمتنى كتير و لسة بتعلم  لكن أهم حاجة لم اشعر بقيمتها الحقيقية و أنا صغيرة هي قيمة الوقت.  الشىء اللى أنا مفتقداه و نفسى أعمله و ان شاء الله هأعمله انى انشر فى المجتمع حب العلم و القراءة لأنهم المخرج الوحيد من ظلمات الجهل

:نصايحي للستات اللي عايزة تنجح في حياتها

 لازم تعطي أولوية للثقافة والعلم و القراءة و الاطلاع لأن ده أساسي في تكوين شخصيتك ومكانتك في المجتمع

تحري الصدق و الاحسان وحسن الخلق و طاعة ربنا فى كل شىء بتعمليه

اهتمي بنفسك وشكلك وجسمك وخصصي وقت علشان التدبر و الحوار مع نفسك وحافظي على التوازن في كل شيء

تخلصي من الاحساس بالدونية اللى المجتمعات الشرقية بتزرعه فى تربية البنات و حطي فى عقلك و قلبك انك غالية قوى و انك أساس الحياة

النظام اساس النجاح.  نظمي وقتك واعملي لنفسك أجندة اسبوعية وخلي بالك من أولوياتك

 العطاء هو سر السعادة.  احرصي انك يكون لكي أي مسؤلية اجتماعية علشان لما الانسان بيعمل خير, غير انه بيبقى قريب من ربنا, بيستشعر   نعم ربنا عليه فبيشعر بالرضا  و الرضا هو السعادة

 

Leave a comment