قصة سيدة قوية ومثابرة لم ترى أبدا أمامها حدودا للوصول الى هدفها فحققته وتتطلع الآن الى اهدافها القادمة

33_Alia Fadel

قابلت عالية انا وزميلتي انجي فروت لنا قصة فتاه بدأت حياتها خجولة ومتخبطة وكيف استطاعت ان تطور نفسها وتثبت ذاتها وتنمي شخصيتها وسط صعاب كثيرة حتى أصبحت على ما هي الآناعجبنا بثقتها في نفسها وقوة عزيمتها اللتان اكتسبتهما على مر السنين وهما من اساسيات النجاح لأي امرأه.  عالية بدأت حياتها كمهندسة مدني وغيرت مسارها الوظيفي 4 مرات فعملت كمهندسة تصميمات ومديرة مبيعات ومديرة تسويق وحاليا هي رائدة أعمال ناجحة في مجال تنظيم المؤتمرات والمعارض والعلاقات العامة.  اليكم قصتها….

اتولدت واتربيت خارج مصر.  بابايا كان طبيب مسؤول عن مستشفيات الأمن العام.  عشت طفوله مرفهة بزيادة وسهلة أوي وكنت طفلة هادية جدا وخجوله جدا جدا وكمان تربيتنا كانت تربية منغلقة أوي ومكناش منفتحين.  كنت في مدرسة بنات وكل اللي كانوا في المدرسة بتاعتي أميرات.  كنت الأولى على دفعتي طول سنين المدرسة وفي ثانوية عامة قالوا لأهلي إني متوقع أطلع من اوائل البلد اللي كنا عايشين فيه مش المدينة بس

وشطارتي دي كانت سبب أول تحول جوهري وتحدي كبير في حياتي.  والدي فضل إني أنزل أكمل الثانوية العامة في مصر لأنه كان عايزني أطلع طبيبة ورغم إني عندي 4 أخوه لكن هو كان شايف اني أنا اللي حكمل مشواره واكون طبيبه زيه.  وبسبب تأخر الإجراءات وصلت مصر في نص السنة الدراسية.  حصلت لي صدمة حضارية رهيبة وكمان ملاقتش ولا مدرسة تقبلني في نصف السنة غير مدرسة جنب البيت كانت فاتحة جديد وبتلم كل اللي فشلوا في مدارسهم.  وطبعاً المدرسة كانت صدمة مفجعة بالنسبة ليا. أول حاجة المدرسة كانت مختلطة ومكنتش عارفة اتعامل مع زمايلي الأولاد وثانيا الدراسة كانت حاجة ثانية خالص!  كرهت المدرسة ونمري قلت كثير وفي النهاية بعد كل ده ماجبتش مجموع يدخلني طب.  والدي طلب مني أعيد السنة بس أنا رفضت ودخلت هندسة.  ده كان اول تغيير في حياتي عكس ما كنت مخططه له طول عمري وطلعت الأولى على دفعتي في إعدادي هندسة

بعد تفوقي في إعدادي كان رئيس قسم إتصالات بيسعى جاهدا اني انضم لقسمه.  ماكنتش فاهمة الفرق بين الإتنين ودخلت مدني مع أصحابي ورئيس قسم مدني اتمسك بي ومنصحنيش أدخل قسم إتصالات وده كان تحول ثاني في حياتي.  اتخرجت التالتة على الدفعة بعد منافسة شديدة بيني وبين الأول والتاني. اتعرض عليا إني أكون معيدة بس أنا رفضت.  كنت تعبت من الدراسة والحياة الاكاديمية بس قعدت سنين بعدها حاسة بندم ان يمكن دي كانت فرصة كويسة وانا استعجلت في رفضها

اتقبلت في أول انترفيو واشتغلت مباشرة بعد تخرجي في شركة اوراسكوم كمهندسة تصميمات في المكتب الفني وبدأت أول تجربة عملية ليه.  اتعلمت كتير جداً في الوظيفة دي اللي مكانتش عاجباني في الأول.  بعد فترة اتنقلت للعمل في شركة أمريكيه متخصصة في تصميم وتركيب محطات المحمول.  اتقبلت رغم ان كل مدرائي كانوا مستغربين تقدمي للوظيفة دي اللي بيغلب عليها الطابع الرجولي ورغم إنها كانت شغلانة صعبة جداً على واحدة ست الا اني حبيت التحدي الجديد.  واتقبلت وكنت البنت الوحيدة في المجموعة.  وفعلاً نزلت مناطق كثيرة في مصر، أماكن حتى ماكنتش أسمع عنها قبل كده بس كانت تجربة ممتعة.  شخصيتي اختلفت تماما واصبحت اقوى وثقتي في نفسي اصبحت اكثر بكثير.  من الحاجات اللي مش بنساها مثلا اني مرة وإحنا بنشتغل في موقع وقعت من إرتفاع 6 متر وكتفي اتخلع.  اللي خلاني أقرر اسيب الشغل ده بالذات لما بدأ يقل اني حسيت اني من كتر ما بتعامل مع رجالة بقيت حادة وناشفة أوي وقدمت استقالتي

بعد سنتين قررت تغيير المجال بتاعي تماما.  فضلت في البيت لمدة 3 شهور وبعدها اشتغل في راية كمدير مبيعات لحلول تكنولوجيا المعلومات.  ورغم إن المرتب كان اقل بمثير من مرتبي القديم الا ان الفلوس ماكنتش بالنسبة ليا أهم حاجة خالص وقتها.  الخطوة دي كانت نقطة تحول كبير في حياتي لأني أصلا مهندسة مدني ومعرفش أي حاجة عن مبيعات حلول تكنولوجيا المعلومات

الوظيفة دي كانت تحدي كبير بالذات علشان معنديش أي خبرة فيها بس انا دائما ناجحة ومعرفش أستسلم للفشل فابتديت أعلم نفسي بنفسي ودرست جميع المنتجات وحلولها ونجحت اني احقق مبيعات اعلى بكثير من المخصص يتاعي ومن هنا شركة سيسكو اختاروني علشان أشتغل معاهم.  بعد ما بدأت شغل في سيسكو فوجئت ان الشغلانة في التسويق مش المبيعات ! وده كان تغيير ثاني وتحدي أكبر في حياتي وللمرة الرابعة عملت تغيير في المسار الوظيفي بتاعي.  اتعلمت كثير أوي في سيسكو واصبحت مديرة تسويق شمال افريقيا والشام.  التسويق من أحب الوظائف لقلبي اللي التحقت بيها واصبح التسويق عشقي وشغفي .  حصلت على جوائز عديدة منها أحسن مديرو تسويق على مستوى الشرق الأوسط وتركيا وروسيا

في الفترة دي كنت اتجوزت وخلفت بنتي الاولى ليلى وبعدها بنتي الثانية هايا وكنت بضطر اسافر كتير وأسيبهم عند ماما وده كان محسسني بالذنب كثير.  فبعد سبع سنوات قدمت في وظيفة محلية في سيسكو وقبلت تحدي جديد وهو مدير للقنوات في مصر

قعدت في سيسكو 13 سنة ولغاية النهارده بعتبر سيسكو بيتي.  في الـ3 شهور اللي قبل ما أمشي قضيت أصعب فترة في حياتي.  اكتشفت فجأه اني عندي ورم واتقاللي أنه سرطان في درجة متأخرة فحسيت ان حياتي بتتغير في لحظة.  كان لازم أعمل عملية تاني يوم على طول. وفعلاً عملت العملية واستئصلت الورم.  حللوه عشان يعرفوا هو من أي درجة ولما حطوه تحت الميكروسكوب اكتشفوا انه حميد رغم انه كان باين انه خبيث بالتأكيد والدكاترة قالوا وقتها ان دي حالة نادرة جداً.  الحمد لله بعد ما طبعا كنت مرعوبة وبستعد لاستقبال الأسوء مرت علي لحظة سعادة فظيعة انا وعيلتي. دي كانت معجزة من ربنا بجد واكدتلي ان قرار اني أسيب الشغل ده هو القرار الصح لأني فعلا محتاجة أقعد مع بناتي أكثر

قررت بعدها اني أخوض تحدي جديد بس المرة دي في حاجة بحبها وبرغم الظروف الاقتصادية الصعبة اللي كانت مصر بتمر بيها لكني جازفت وفتحت شركتي الخاصة “ماركوم سيستمز” المتخصصة في تنظيم المؤتمرات والمعارض والعلاقات العامة.  أخذت مقر في النيل تاورز والحمد لله في خلال مدة قصيرة حوالي ثلاث سنوات اننا نتعرف ونعمل ايفنتس للشركات العالمية في مصر وخارج مصر ودلوقتي بنتوسع وحنفتح مقر جديد لنا في دبي.  بفتخر ان أول عميل لماركوم سيستمز كان سيسكو

عندي نصيحتين مهمين أوي احب أوجههم للشباب : لازم علطول تطور نفسك وتشوف بتحب أيه وتعمله.  ومفيش حاجة اسمها مفيش شغل.  في حاجة اسمها انت كسلان او مبتسعاش كفاية أو معندكش استعداد تتعب علشان توصل

أما عن أسرار النجاح فأهم حاجة هي التركيز على الجودة لأن في مصر ينقصنا دائما عنصر الجودة وكمان العمل على التطوير دائما والخروج عن المؤلوف

انا عندي ثقة في الله وفي نفسي ويقين تام ان مفيش حد بياخد رزق حد وده مخليني دايما راضية ومؤمنة ان ربنا دايما هايديني ورزقي هأخده بس انا عليه دوام السعي.  أحلامي لا تنتهي وبحلم اقدم خدمات متكاملة على المستوى العالمي واكون متواجدة في أكثر من دولة

Leave a comment