حنان ست بمعنى الكلمة. بتحقق المعادلة الصعبة جدا : خفيفة الظل وهادية ورقيقة وحنينة وفي نفس الوقت قائده قوية وناجحة وصلبه وثابتة وحازمة. اتقابلنا لأول مرة وحسيت اني أعرفها من زمان. ظريفه وخفيفة الدم جدا وكمان جدعة وصاحبة مبدأ وقيم. ناجحة كزوجة وكأم وكمرأة عاملة وعندها رسالة بتسعى انها تقدمها. مثال للست الناجحة. فخورة جدا اني بشارككم قصتها واتمنى انها تلهمكم زي ما ألهمتني
بابايا الله يرحمه كان بيشتغل في الخارجية وبالتالي قضيت طفولتي في بلاد كتير. عشت في النمسا وتونس وهولندا. وطبعاً ده كان له أثر كبيرعلى شخصيتي، زرع فيا تقبل للأخر واتولد عندي قناعة إن المختلف عني مش غلط ولا صح ولكن نموذجه المعرفي ونظرته للأمور مختلفة. ده ساعدني جداً في التعامل مع الناس في دراستي وشغلي وحياتي عموما. اتخرجت من الجامعة الأمريكية في مصر قسم إعلام تخصص صحافة، بعد كدة اشتغلت سنتين بكتب مقالات في مجلة و”كايرو توداي” المعروفة الان بـ”إيجيبت توداي” وبعدها اشتغلت في بنك وبعدين سافرت أمريكا وعشت هناك أربع سنين -عملت ماجيستير في صناعة الأفلام لأني كنت مؤمنة بقوة الصورة وإنها ممكن يكون لها تأثير كبير على الناس وطبعا لو جمعنا الأتنين الصورة مع الكلمة هيكون الأثر أكبر. قابلت جوزي وأنا بدرس في أمريكا -هو لبناني – اتجوزنا وبعدها بسنتين جاله شغل في هولندا
عندنا 3 أولاد وأول اثنين اتولدوا هناك. ولد عنده 32 سنة وواحد 30 وواحد 20 سنة والـ 3 دلوقتي عايشين برة
انا عشت 13 سنة في هولندا والفترة دي غيرت مني كثير وخلتني أقُدر حاجات كتير في الدنيا وساعدتني أحدد أنا عايزة أعمل أيه. كمان الغربة قربتني من جوزي وأولادي جداً. كنا كأننا كيان واحد. كنا ساكنين في قرية صغيرة في جنوب هولندا والناس هناك كانت بسيطة جداً. في الأول كنت قاعدة في البيت واتعلمت أعمال يدوية لأنهم كلهم في هولندا منتجين وحسيت اني كمان محتاجة اكون زيهم. وبعدين بدأت أشتغل في الترجمة من البيت، لأني كنت عايزة أحس إني بعمل حاجة مفيده. وبعد فترة جوزي اتنقل شغله الي مدينة كبيرة في شمال هولندا ودي كانت فرصة أحسن إني أقدم على شغل خصوصا ان الولاد كانوا وصلوا لسن المدرسة. وفعلا اشتغلت على طول في شركة أيه تي اند تي للأتصالات في قسم التسويق، ولأن الشركة دي كانت كلها مهندسين فكانت فرصة هايلة إني أتعامل مع ناس مختلفه عني دراسياً وطبعاً كانت طريقة تفكيرنا مختلفة تماما وعلمتني دايماً أحاول أوجد نقطة مشتركة بينا وابعد عن نقط الاختلاف. أكبر تحدي واجهني وقتها إني مصرية. معظم الناس هناك مقابلوش مصرين قبل كدة وكانوا كل اللي يعرفوه عن مصر هو انهم اصلهم من الفراعنة. كنت بحس باختلاف شويه في المعاملة لما يعرفوا إني مسلمة لان كان فيه مفاهيم كثيرة خاطئة عن الإسلام بس دي كانت بتتغير لما يعرفوني أكثر. عشان كدة كنت دايماً حاسة أني بمثل المصريات أو العربيات
وطبعا واجهت تحدي التوفيق بين الشغل والبيت مع عدم وجود أي حد ممكن يساعد في البيت بالذات ان جوزي كان بيسافر كتير فكنت كثير لوحدي. في الأول كان في راجل وست كبار في السن ومدرسين بيساعدوني وبيجيبوا الولاد من المدرسة ويفسحوهم في الغابات ويقروا معاهم كتب لحد لما ارجع من الشغل وساعتها كنت مرتاحة جداً ومطمنه لغاية لما في يوم اضطروا يمشوا عشان الست جاله عرض شغل أحسن
حسيت ان الدنيا انتهت وأن مفيش حد ثاني ممكن اعتمد عليه. ابتديت ادور على حد تاني يساعدني وواجهني تحدي ان في الوقت ده ماكنش في ستات كتير بيشتغلوا في هولندا وكانوا معظمهم بيقعدوا في البيت بعد ما يجيبوا اولاد. الحل الوحيد اللي كان قدامي هو إني ابعث الولد الكبير لواحدة ست في بيتها عشان مكنتش لاقية اي حد عنده عربية يقدر يجيب الولاد من المدرسة. هناك مكانش فيه حاجة اسمها اتوبيسات مدرسة! انا مكنتش مبسوطة من الحل ده وفي يوم وانا بجيب ابني روحت لقيتها بتقولي ان ابنها عنده الحصبة وممكن يكون الولد اتعدى! ساعتها حسيت اني مش عايزة أعمل كدة في نفسي وفي أولادي وقررت اقدم استقالتي واقعد بيهم
روحت لمديري وشرحت له موقفي. اقترح عليا إني اشتغل أربع أيام بس بدل خمسة. وقتها دي ماكنتش حاجة بتحصل او ممكنة للي في منصب مدير وكان استثناء ليه بس. فرحت انه تمسك بيه ووافقت بس لما روحت فكرت ولقيت ان المشكلة ماتحلتش برضه لاني ماعرفتش أعمل ايه باقي الأيام – نفس المشكلة موجودة – مين حيجيب الولاد من المدرسة؟ فروحت تاني يوم وقلت له بدل ما اخد يوم اجازة انا ممكن امشي كل يوم بدري وفي النهاية هشتغل نفس عدد الساعات الموازية لأربع أيام عمل. وافق على طول وده خلاني عندي ولاء كبير للشركة ولمديري وكمان اتعلمت ان الواحد محتاج يسأل وميفترضش ان الطلب هيترفض لانه ميعرفش امتى طلبه هيتوافق عليه
كانت فترة شاقة جداً عليا بس فرقت جداً مع الولاد. واتعلمت اني لما أكون مديرة لازم أكون مرنة ولازم أثق في اللي بيشتغلوا معايا طالما اثبتوا جدارتهم وجديتهم. وبصراحة اكتشفت اني بحب أكون بشتغل في مكان فيه مرونة في التعامل ومراعات للظروف أكثر بكثير من مكان فيه فلوس أكتر
من المواقف اللي حصلتلي وعمري ما هانساها اني بعد 6 شهور من شغلي كانوا عايزني اكون المتحدث الرسمي ليهم وكان لازم أسافر امريكا لمدة شهرين للتدريب وطبعا دي كانت فرصة هايلة ليه واعتذرت عشان الولاد، بس لو رجع بيا الزمن كنت اتصرفت بطريقة ثانية وكنت هاروح لأني اتعلمت ان الفرص دي لا تعوض والظروف دايما ممكن تتدبر
بعد كدة اتنقلنا المغرب وأخدت أجازة غير مدفوعة الأجر من شغلي ودي كانت أول مرة ست تاخدها في الشركة. ده كان متعارف عليه في أمريكا بس مش في هولندا. وطبعا ماكنش سهل اني أخدها بس حاربت لغاية ما فعلاً أخدت الاجازة وقالوا لي بس بعدها لازم تقرري لو هترجعي ولا لأ. الموقف ده علمني انك ماتخافيش تحاربي لحاجة انتي شايفة انها صح و أنها من حقك
جوزي راح المغرب قبلي بسنة وأنا حصلته وبعد ما وصلنا واستقرينا ودخلنا الولاد المدرسة الشركة قفلت ونقلونا السعودية في الرياض، طبعاً كانت تجربة مختلفة تماماً عن كل التجارب السابقه. كان صعب ان الواحدة تشتغل بس أنا مايأستش واشتغلت في سفارة وشركة خاصة لان دي كانت الفرص المتاحة المقبوله. كانت فترة الرياض من أحلى 8 سنين عشتها وهناك خلفت ابني التالت. قابلت أحلى ناس واتعلمت ازاي اتأقلم في ظروف مختلفة عني تماماً ومع ناس من خلفيات كتيرة. جاتلي فرصة وأنا هناك أني أشتغل في فيلم مع صديقتي المخرجة جيهان الطاهري. هي مخرجة أفلام وثائقية وكانت فرصة جميلة ليا إني أعمل الحاجة اللي بحبها من صغري وعندي شغف ليها
بعد تجربة الفيلم الوثائقي حسيت اني عايزة اعمل فكرة جديدة في مجال الاعلام فكتبت عرض لـ3 برامج وروحت للتلفيزيون السعودي وقابلت رئيسة القناة الإنجليزي وقلت لها أني عندي أفكار لكذا برنامج، من الاقتراحات كان برنامج حواري أو برنامج طبخ. عجبتها فكرة برنامج الطبخ بس كان في كذا تحدي
اولا ماعندهمش مطبخ، وتانيا مفيش ميزانية للهدايا للفائزين. قلت لها انا هاتصرف وبدأت أفكر اني ابعت للفنادق عشان نستخدم مطبخهم ويكون في نفس الوقت دعاية لهم. كذا فندق وافق وانا اخترت الفور سيزونز لأن كان عندهم مكانين مفتوحين للطبخ. كانت الجايزة الاولى رحلة للمالديفز لمدة خمس أيام في الفور زيزونز هناك. لجنة التحكيم كانت عبارة عن 3 اشخاص، مدير الأغذية والمشروبات النمساوي في الفور سيزنونز و2 ستات سعوديات واحدة صحفية وواحدة بتشتغل في هيئة دولية
التحدي اللي بعده كان المتسابقين. دعوت سيدات من جنسيات مختلفة عشان نجذب اكبر عدد من المشاهدين من الجاليات المختلفة كان عندي واحدة صاحبتي مصرية عرضت عليها ووافقت وكمان مرات القنصل الفر نساوي وكانت المتسابقة الثانية والتالتة كانت بنت سعودية والرابع كان راجل كندي والخامسة كانت هندية والسادسة من بلد عربية لا اتذكرها. الجمهور كان كله من أصحابنا- ستات ورجالة ودي كانت اول مرة في التليفزيون يكون فيه جمهور من الستات والرجالة وكمان متسابقات ستات مع رجالة! وبكدة كانت كل حاجة جاهزة وقدرت اجيب راعي تاني للبرنامج وهو شركة مطابخ أمريكية وكانت الجايزة التانية مطبخ منهم والتالتة أدوات مطبخ
لما رجعت القناة وقلت لرئيسة القناة اني جهزت كل حاجة انبهرت لأنها كانت متخيلة اني مش هعرف. وفعلاً البرنامج اتعرض واقدر اقول ان دي من احلى التجارب اللي عيشتها. كل حاجة كانت ماشية كويس. بعد تالت حلقة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالت ماينفعش يكون الجمهور مختلط وان السيدات تبان في نفس الكادر مع الرجالة فاضطرينا نحذف بعض المشاهد وفضل البرنامج بس بعدها بسنة سمحوا للتليفزيون يعيد البرنامج بالكامل بدون حذف
بعد ماحصل تفجيرات في السعودية رجعت مصر مع الولاد. ماكنتش مبسوطة من رجوعي لأني كنت بعمل اللي بحبه هناك. واول فترة ليا في مصر كانت صعبة- بصلح الشقة والعمال ما بيجوش في معادهم ومش ملتزمين- كنت على طول شايفة الجزء الوحش بس لغاية ما حصل موقف مش هانساه
كنت نازلة يوم وسط البلد في مشوار والشوارع زحمة جداً وأنا ماشية دخلت في ممر بين العمارات كان فاضي جداً وفجأة الدنيا كانت هادية كأني دخلت عالم تاني. وفجأه سمعت صوت واحدة ست قاعدة علي كرسي في الممر عمالة بتمص في مانجايا بصوت عالي جدا- حسيت “ايه القرف ده!” وكنت مستاءة ولما قربت منها بصتلي وضحكت وقالت لي “ايه الجمال ده! صباحك حلو زيك” وراحت مكملة مص في المانجة بتاعتها. اللحظة دي كان تأثيرها كبير علي اوي خلتني أراجع نفسي “هو انا ليه باصه على كل حاجة بنظرة سلبية؟ البلد دي فيها ناس طيبة وناس جدعة وزي ما بتبصي على الحاجات الوحشة بصي على الحاجات الكويسة برضه”. الموقف البسيط ده علمني اني لما ابدأ أدخل في اي مرحلة سلبية أقف مع نفسي واعدل طريقة تفكيري وفعلاً بعدها بتبدأ تفتح فرص جديدة قدامي
كان الدخول في مجال الاعلام في مصر صعب أوي، بس في نفس الوقت اللي اتقفل فيه طريق الاعلام اتفتحتلي مجالات كتير اوي ثانيه واشتغلت في اماكن كتير واتعلمت كتير. اول شغلانة كانت في الجامعة الأمريكية كرئيس قطاع مساعد للاتصالات وبعدين روحت نوفارتس للأدوية لإدارة قسم الشؤون العامة وكنت مبسوطة اني بشتغل في شركة بتقدم منتج بيأثر في حياة الناس. اتعرض عليا اسافر اشتغل في فرعهم في سويسرا بس اعتذرت عن المنصب لان جوزي ماكنش هاينفع يجي معايا. وبعدها اشتغلت في شركة السويس للأسمنت بردة كرئيس قطاع الاتصالات وبعدها روحت شركة ميثانكس في مجال الكيماويات. كل شركة اشتغلت فيها اتعلمت فيها حاجة وكنت محظوظة ان كان عندي معظم الأوقات مديرين كويسين، وحتى المدير اللي مش كويس اتعلمت منه اني ماكنش زيه
أنا حاليا رئيس قطاع الشئون القانونية والتنظيمية والعامة في شركة دانون مصر. هو منصب مش موجود في مصر عموما لان في العادي كل قطاع من دول بيكون منفصل بس في دانون جمعوهم علشان يكون في تجانس بين القطاعات دي وأنا في تحتي متخصص في كل مجال بنشتغل مع بعض
بابايا كان هو معلمي وكان مؤمن بيا جداً . كان شخص ذو قيم ومبادئ وكان دايماً حقاني. انا فاكرة اني في ايام الجامعة كنت عايزة اسافر ادرس سنة برة وقتها بابا موافقش لأنه كان قلقان عليا بس قال لي أول ما تخلصي جامعة سافري لو عايزة. وفعلاً بعد الجامعة قدمت على الماجيستير وقلت له بعد ما اتقبلت وكان فخور بيا جداً. كل واحدة فينا لازم يكون في حياتها حد يكون مؤمن بيها وبيشجعها ويساندها. انا محظوظة ان جوزي كمان دايما بيشجعني
بعد تجارب سنين اتأكدت ان الست لازم تحدد أولوياتها وما تخفش ان يكون عندها اولاد وما تخافش أنها ترجع الشغل، وأهم حاجة لازم تعبر عن اللي هي عايزاه وحاساه ومن الحاجات المهمة جدا كمان دعم الستات لبعض
ناس كتير بتفهم الستات غلط. يعني لو كان عندها اصرار وعزيمة يقولوا عليها زي الراجل لدرجة اني زمان كنت بحاول اكون زي الرجالة علشان اثبت نفسي وسطهم. بس دلوقتي حاسة اني ممكن اكون ست وقوية وعندي عزيمة واصرار في نفس الوقت بدون تناقض
في هولندا في التمانينات الستات في مجال العمل ماكنتش بتحط مانيكيور أو تلبس مجوهرات، وبحكم اني اشتغلت معاهم سنين فبقيت زيهم بس اتعلمت انك مش لازم تكوني زي حد. كوني نفسك وكوني صادقة مع نفسك. بقيت لما حد يقولي انتي لابسة مجوهرات انتي اكيد غنية أوي بدل ما احرج أشرح ان احنا في مصر حتى الستات الفقرا ممكن تلبس اي حلي لأن ده في مجتمعنا رمز الأنوثة
لغاية النهارده كتير بكون الست الوحيدة في مجلس الإدارة بس انا اتعلمت أتأقلم. كل واحد في فترة في حياته بيكون حاسس بعدم الآمان وعدم الثقة في نفسه وده عادي سواء للستات أو الرجالة. واتعلمت كمان ان الحياة مش عادلة ومش مفروض أتوقع أنها تكون عادلة والا هتعب أوي
طول عمري كان عندي الإحساس بالذنب إما لأني في الشغل وسايبة الأولاد وإما اني مع الأولاد وسايبة الشغل. كنت بعمل كل حاجة بنفسي في البيت عشان أحس أني بعوضهم عن أي تقصير بسبب شغلي. اللي عايزه أطمن الستات بيه إن الولاد بيطلعوا زي الفل! لو اخترتي انك تقعدي في البيت أو تشتغلي القرارين صح بس المهم تحددي أولوياتك ويكون لكي حياه لنفسك وطبعا أهم حاجة هي أسرتك ومصلحتها بس متنسيش نفسك أبدا. وماتحاوليش تكوني مثاليه بس المهم تعملي كل حاجة بحب واخلاص
ولما تختاري شريك حياتك ركزي في التصرفات الصغيرة اللي بتبان في الأول لأنها فعلا بتبين العلاقة هتكون عاملة ازاي. فمثلا لو حد بيشجعك وفخور بيكي من الأول غالبا هايفضل كدة ولو حد بيغير هايفضل كدة. متأخذيش الغيرة على انها دلع وبعدين تصدمي بالواقع. لما قابلت جوزي كان فخور بيا جداً وبيشجعني دايما، ودلوقتي جوزي ساب الشغل وهو اللي دلوقتي بيدلعني زي ما كنت بدلعه قبل كده وبيسعدني
وأخيرا مهم جداً انك تشتغلي في حاجة انتي بتحبيها وحتى لو مكانش عندك الفرصة تعملي كدة لازم تكوني مخلصة في شغلك وتتقني عملك
حلمي إني أعلم الناس تقبل الآخر والتعايش في سلام وعدم التفرقة في أي حاجة سواء راجل وست، أو دين، أو جنسية. أنا فاكرة وأنا صغيرة كانت العيله كلها بتتلم عند جدتي. كانت جدتي بتحبني أوي بس لما كانت تغرف كانت تغرف للكبار الأول وبعدين تغرف لأخوايا الكبير واخويا الصغير وفي الأخر تغرف لي انا وساعات ممكن الأكل اللي بحبه يخلص قبل ما انا اكل منه وما كنتش فاهمة هي بتعمل كدة ليه وكنت بزعل جدا رغم اني عارفة قد ايه هي بتحبني. بحكي الحكاية دي عشان فعلا أصغر الحاجات ممكن تحسس الواحد بالتفرقة. زي لما تكوني في اجتماع وتقولي رأي وماحدش يسمعه ويجي اللي جنبك يقول نفس الرأي فالمدير يقول له قد ايه دي فكرة جميلة
مهم الواحد يقدر أي رأي ويحسس كل واحد انه مسموع ومتشاف وأنه مش مهمش. نفسي أرفع الوعي ده عند الناس. أنا حسيت كدة أوي لما كنت بشتغل في وسط مهندسين. كنت لازم أعمل حاجة عشان أتشاف. ومهم نشوف الناس اللي بتعمل تغيير مقصدش تغيير العالم لكن حتى اللي له ولو تأثير بسيط علينا. الواحد مش بيكون متخيل وقع حاجة زي كدة على حياتهم كلها بيكون عامل ازاي. حتى اللي بيعملنا القهوة، اللي بينضفلنا الحمام محتاجين نشوفه ونحسسه انه متشاف