قصة قائدة شابه ملهمة متعددة المواهب والقدرات أدركت ان أول خطوات القيادة هي الخدمة

 38_Raghda El-Ibrashi

أول مرة تعرفت فيها على جمعية “علشانك يا بلدي” كان من خلال نوتة جميلة إشتريتها وأعجبتني جداً كان معظم العائد من شرائها يعود للجمعية.  شد إنتباهي إسم الجمعية وبحثت عنها لأتعرف على قصتها وقصة من ورائها وتعرفت على قصة راغدة  كمؤسسة للجمعية.  أُعجبت بالشابة الطموحة التي تتتميز بروح وطنية عالية وفكرها وما تدعوا له فحبيت أتعرف على قصتها عن قرب وأُشاركها معكم

أنا رغدة الإبراشي ووظيفتي أستاذ مساعد الإدارة الإستراتيجية بالجامعة الألمانية بالقاهرة ومؤسسة ورئيسة مجلس إدارة جمعية علشانك يا بلدي للتنمية المستدامة، وأعمل في مجال الأستشارات للشركات والهيئات المختلفة في مجال الإدارة الإستراتيجية والمسؤولية الإجتماعية وريادة الأعمال. عندي 34 سنة. نظرتي لنفسي اني واحدة ليها كذا وش

وش دكتورة الجامعة اللي بتعشق التدريس والبحث.. الوش ده سعات يبقى جد جدا وبيشرح ويحب العلم والتعلم والإلتزام بالمواعيد. الوش ده لما بيبقى جد بيشتغل كويس أوي كمستشار لشركات وهيئات دولية في مجال الإدارة الإستراتيجية ومجالات أخرى، والحقيقة الشغل العملي ده من أهم الحجات في حياتي العملية لإنه بيضيف لعلمي وعلم الطلبة لما بديهم أمثلة من مشاكل حقيقة في الشركات والهيئات. وش الدكتور مش جد بس.. أنا بحب جدا أبقى في وسط الطلبة وأسمع لهم وأشجع نشاطتهم وأساعدهم في تحقيق أحلامهم. أنا على طول موجودة للطلبة لما بيحتاجوني في استشارات شخصية أو عملية

وفيه وش رئيس مجلس إدارة الجمعية اللي طول النهار تسمع في مشاكل الناس وتحاول تحلها.. وكتير ببكي لما بتأثر بقصص الناس. الوش ده برضه بيقابل ناس مهمة ومتبرعين وبيتكلم جد كده عن التنمية المجتمعية وأهمية التطوع. الوش ده حلَال مشاكل أوي ومشغول بنهضة البلد والحلم الكبير لتنمية مصر

وفيه وش الفرفشة! أنا بعزف عود. لأ أنا عوادة، يعني بيقولوا بعزف حلو. كنت زمان بعزف في الأوبرا وفي حفلات بس أنشغلت بعد كده بالتدريس والشغل عامة. العزف عندي هواية وقصة حب! مع إني دلوقتي بعزف بس في وسط أصدقائي والطلبة بتوعي إلا أن الكام دقيقة اللي بعزف فيهم ببقى في جزيرة تانية.. في عالم تاني

وفيه كمان وش الصديق. بيقولوا عليا صديقة جدعة وبتسمع كويس. أنا بحب صحابي جدا.. صحابي الجدعان بس طبعا! ولو ليا صديقة بحبها ممكن ألف في الشارع أجيبلها اللي هي عايزاه لنص الليل عادي عشان تبقى مبسوطة. أنا على فكرة برضه صديقة أمي وعشان بحبها ممكن أطلع أجيبلها حتة من القمر! والدي الله يرحمه كان أجمل صديق، وهو اللي كان بيجي معايا الأوبرا ويصلحلي العود ويحكيلي عن تاريخ مصر ويجيبلي كتب أثقلتني بعلمها ليومنا هذا

وآخر وش هو وش الحنية.. وش الأم. أنا أم وحيدة لطفل جميل أسمه روحيم. عنده 4 سنين تقريبا. أحلى حاجة في حياتي! وش الحنية دة وش مسؤول برضه لإني عايزة أطلع روحيم رجل يعتمد عليه. روحيم سعات يجي معايا الشغل وإجتماعات الجمعية عشان يعرف أهمية الشغل وعشان يعرف كمان إن مساعدة الناس أهم حاجة في حياة الإنسان وهي عبادته الأساسية لله سبحانه وتعالى. شوية كده وهخليه يعزف زيي

خلوني أكلمكم عن تحدياتي في مجال العمل وبالأخص في الجمعية. جمعية “علشانك يا بلدي” دي أنا إبتدها أنا وبعض من أصدقائي من عدم. كان سنة 2001 لما التطوع لسه كان بادي في مصر وكان أكتر في مجال العمل الخيري وليس التنموي. أنا كان نفسي (ومازالت) أخلي شباب مصر كلها تتطوع في تنمية البلد.. تنمية حقيقية.. يعني الشاب اللي عنده 18 سنة ده يروح يعلم أطفال أو شباب زيه في مناطق فقيرة، أو يعمل مشروع لسيدة فقيرة، ولو هو في كلية هندسة يتطوع في تهيئة البيوت العشوائية، ولو في كلية طب أو صيدلة يتطوع لزيادة الوعي الصحي بين الفقراء

أول حاجة في أول الألفية كان لسه مفهوم التنمية مش موجود بين الشباب، وناس كتير في الحكومة مكنتش مقتنعة إن شوية (أطفال) زينا ممكن تعمل تنمية حقيقية. فطبعا مكنوش بيدونا تصاريح نشتغل في مراكز شباب ولا ننزل المناطق الفقيرة. وحتى لما جينا نشهر الجمعية في 2005 أخدنا وقت كبير جدا لحد لما جبنا الموافقة. من 2001 إلى 2005 تعبنا جدا عشان نثبت إن فيه شباب في البلد متعلم وممكن يهب حياته عشان بلده تقوم وترقى. أنا كان عندي وقتها 17 سنة تقريبا، وكان صعب جدا أقنع أي مسؤول في الدولة إني ممكن فعلا أحرك الشباب لتنمية المناطق العشوائية. الحقيقة أنا أقنعتهم في الآخر بالعمل! مئات الشباب أنضموا لحملة علشانك يا بلدي لتنمية المناطق الفقيرة في مصر، وبقى فيه تأثير فعلا مش بس في المناطق اللي بنشتغل فيها، ولكن في حياه الشباب المتطوع. عارفين يعني إيه شاب يصحى الصبح أول حاجة تيجي على دماغه حتى قبل الفطار وقبل ما يروح المحاضرة إنه لازم يطمن على عم سيد في عين الصيرة لإنه كان تعبان إمبارح؟ عارفين يعني ايه طفل في عزبة أبو قرن بيدور على تليفون في الشارع عشان يكلم متطوعة يطمن عليها عشان كان عندها إمتحان؟ عارفين يعني إيه تاني يوم العيد نروح ناكل مع أم معيلة جميلة في المطرية وتطبخلنا أحلى أكل في الدنيا؟ شباب بقى ليه هدف تاني خالص.. هدف أسمى من إن الكلمات توصفوا. هدف مش شخصي ولكت هدف ليه علاقة بسعادة الناس ورفعة البلد. وفي رحلة التنمية الشباب إتعلم يعني ايه كفاح وشغل وصبر، ويعني ايه حب الوطن
ولما ثبتنا نفسنا وأشهرنا الجمعية وكبرنا وبقينا دلوقتي بنشتغل في القاهرة الكبرى والصعيد وبحري، وبقوا بيقولوا علينا من أكبر الجمعيات الشبابية في مصر للتنمية الإقتصادية للشباب والمرأة المعيلة، لسه عندنا نفس التحدي. الأجيال اللي بتطلع جديد عايزة مصر تتغير في يوم وليلة! كله لازم يحصل انهاردة. مع إن الواحد فينا عشان بس يتخرج من الجامعة ويشتغل بيفضل يتعلم أكتر من 21 سنة! التنمية بتاخد وقت وشغل كتير ومثابرة وإستمرار. مينفعش نوقف. وقدام كل حاجة كويسة هتعملها فيه ناس ممكن تيجي تكسر المجاديف وتعطلك، بس اللي مقتنع بحلمه هيكمل. وأنا الحقيقة مكملة ان شاء الله

اهم درس علمتهولي الحياة هو الإصرار والكد. بيقولوا ان مفيش حاجه بتيجي بالساهل يعني عمرنا ما هنوصل لحلمنا ولا نرتقي إلا لو كافحنا وتعبنا. كل شعوب العالم عملت كده، وكل اللي أثروا في البشرية عملوا كدة. مفيش مشوار من غير عراقيل

وكمان اتعلمت انه مش المفروض إن الست عشان تحقق ذاتها تنسى نفسها وعائلتها. أجمل حاجة إتعلمتها من الغرب لما كنت مسافرة أدرس الدكتوراه هي التوازن في الحياه. وقت الشغل مش هزار، وبعد الشغل كله هزار! أنا إتعلمت إن في وقت الشغل مفيش لعب، لكن بعد كده وقت الراحة بتاعي واللعب مع إبني وأشوف صحابي

مثلي الأعلى في الحياه هو والدي الله يرحمه. رجل كان محب لأسرته وصديق قريب لي. هو اللي علمنى معنى الإصرار والمثابرة، وكان طول عمره يقولي إوعي تسيبي حلمك. علمني إن الرجولة صفة وليست نوع، فالرجولة رحلة أولها عمل وفي نصفها صبر وآخرها حكمة

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s