قصة سيدة طبقت مقولة (إذا أردت الوصول إلى ما لم يصل إليه أحد، فإسلك طرقا لم يسلكها أحد) فوصلت ونجحت حتى اصبحت من الرواد في مجالها

36_Dina El Mofty

كانت شركة “انجاز” أول عميل لشركة ثينك.  تعاملت مع فريق عمل كله شغف وحب لعمله ومؤمن بقضيته حتى أصبحنا كالأصدقاء وظللت على الإتصال بهم حتى اليوم.  كان دائما يراودني يقين ان من وراء هؤلاء الشباب قاده عظماء مؤمنين بقضيتهم حتى جاءتني الفرصة ان اتعرف على دينا وشريكتها داليا وادركت ان هذه هي فعلا الحقيقة.  دينا شخصيه معروفه ومحبوبه شغوفه وقويه ملهمة وجاده في عملها وقضيتها.  مثال يحتذى به لسيدة صاحبة رسالة مهمة.  اليكم قصتها

اتربيت خارج مصر وكنت وانا صغيرة بحب أوي كل الحاجات بتاعة الصبيان.  كنت بحب الكورة والرياضة العنيفة جدا  وأصحابي كلهم ولاد وكنت عاملة زي الولد في شكلي وكلامي وحتى لبسي

عشنا في أوروبا شوية وفي الخليج شوية وكنا دايماً شايفين العيشة المرفهة وكان النظافة والجمال والنظام دول امور بديهية وطبيعيه ومفرغ منها بالنسبة لي.  وكنت لما آجي مصر بقارن بالبلاد الثانيه ومش بستوعب ليه بلدنا مش زي البلاد اللي بره.  ساعتها ماككنتش فاهمة إن ممكن يكون في فقر أو جهل أو نقص تعليم أو غيره ممكن يكون هو السبب في الحاجات دي

رجعت مصر وقت الجامعة وفضل معايا موضوع المقارنة بين مصر والبلاد التانية.  وكنت شايفة إن إحنا علشان نتحسن لازم نحسن من مستوى التعليم عندنا، بالذات إن أهلي كانوا دايماً بيقولولي إن إحنا زمان اللي كنا بنعلم العالم العربي كله وساعات كثير الاجانب كمان

قررت أكون جزء من ايجاد الحل واني بصمتي تكون في التعليم.  في الأول كنت شايفة إن محتاجة أشتغل في الأمم المتحدة علشان اعرف أعمل التغيير عن طريقهم وكنت مقررة إني لما أتخرج من الجامعة الأمريكية عايزة أشتغل هناك، بس مع الوقت إكتشفت إنها ممكن تكون بيروقراطية شوية وقررت أغير المسار

اشتغلت في مؤسسة فيوتشر جنريشن وهما كانوا بيعملوا برامج كتير في التعليم بس لفئة عمرية كبيرة شوية. وبعدين حسيت إني عايزة أعمل حاجة متخصصة في التعليم مع السن الأصغر فاشتغلت مع هيئة انقاذ الطفولة “سيف ذي تشيلدرن”.  وانا هناك جاتلي فرصة إني أقوم بتجرية تؤسيس مشروع “إنجاز” في مصر.  ومن هنا بدأت “إنجاز” في مصر.  كنت وقتها عندي 21 سنة وفي نفس الوقت ده إتجوزت وحملت وخلفت بنتي “تاليا” بعد سنة علطول فعمر تاليا من عمر مشروع “إنجاز” بالظبط.  كان بالنسبة ليا حاجة مشوقة ومرهقة ومخيفة وتحدي كبير جدا في نفس الوقت.  يعني هاولد تاليا وفي نفس الوقت عندي مشروع صغير لسه بيبدأ ولازم البرنامج ده يدخل المدارس ونجيب موافقة عليها

في الفترة دي داليا شريكتي كانت بدأت شغل معايا عشان تمسك مكاني وأنا بولد. ومن أول يوم رجعت وأنا وداليا كنا على وفاق عشان هي كانت أكبر مني وكانت أحسن مني في التعامل مع الجهات الحكومية.

في أول سنة جبت شركتين عشان يوفروا لينا متطوعين ودربناهم ودخلنا مدرستين في إمبابة.  وكانت حاجة صعبة أوى إني أقنع الوزارة إن دي حاجة مهمة وقد إيه هتعمل أثر إيجابي في الطلبة.  وكمان اننا فعلا مؤمنين بالقضيه مش ناس عندنا تمويل أجنبي وعندنا اجنده سريه.  ده غير انهم كانوا دايماً شايفيني صغيرة ومش فاهمه أنا بعمل أيه وكانوا كثير يقولولي “هاتي حد كبير نكلمه”.  كان في مقاومة جامدة جداً جدا من الجهات الحكومية في الأول وكان لازم نصمد معاهم علشان الموافقات منهم كانت أساسية عشان ندخل أصلاً أي مدرسه. آخر مازهقوا مني ومن اصراري ادوني الموافقة

بعد ما تغلبنا على تحدي الحكومة كان في تحدي تاني وهو إن إحنا نقنع مديرين المدارس إن إحنا ندخل مدرستهم وده كان صعب جداً لأن العقليات كانت مقفله تماماً.  بس الاصرار والصبر والمثابرة بيجيبوا نتيجة.  أنا فاكرة إن مدير من المديرين قال من كتر ما إنتوا بتتكلموا بثقة وشغف أنا موافق إنكوا تدخلوا.  واضح انكم جادين في اللي عايزين تعملوه

طبعاً وإحنا بنكبر كان في تحديات كتير جداً أهمها وأصعبها إن إحنا نبني الثقة مع كل الجهات اللي بنشاركها ومحتاجينها علشان ننجح

كان على مدى الوقت وإحنا بنكبر ممكن يجي حد في منصب وزاري ويقول لنا إن اللي إحنا بنعمله إسمه تضييع وقت، وكان على طول الطريق في ناس بتحاول تحطم حلمنا بس ده كان بيجي معانا بالعكس كان ده دافع أكبر إن إحنا نثبت إن دي حاجة مهمة لازم تحصل عشان البلد

واحدة واحدة بنينا الثقة دي وإبتدت الجهات الحكومية والمدارس تحب أوي الموضوع بتاعنا وبقى سهل علينا ناخد الموافقات ونفس الحكاية في المدارس وبدأ مشروع “إنجاز” يكبر.  ولما الموضوع كبر وسمعتنا بقت كويسة عدد المتبرعين والشركات الداعمة لينا زاد.  في أول سنة قدرنا نوصل ونأثر على 300 طالب وطالبة بمساعدة شركتين. النهاردة معانا 500 ألف طالب و50 شركة  بتدعمنا

أنا شايفة ان إحنا سبب نجاحنا إننا كان عندنا هدف واحد محددينه وعندنا شغف شديد بيه.  كلنا كفريق عندنا شغف التنمية شغف التعليم وشايفين أد إيه ده اللي هيأثر في البلد.  بنتعامل كعيلة واحدة وخلقنا بيئة مفيهاش روتين أو منافسة.  وركزنا أوي في إختيار الناس اللي بيشتغلوا معانا إنهم يكونوا عندهم نفس روحنا ونفس الشغف

بعد الثورة كان في شعور عام إن مفيش مستحيل ولازم نحسن البلد والمجتمع كله نظرته لنا إتغيرت تماماً لأن الشباب بقى من الأولويات هو والتعليم. بقى الإهتمام بينا أكتر من كل الجهات حتى من شركات القطاع الخاص، وبالذات على المستوى الدولي.  وبعد ما كنا منظمة مش معروفة  بقينا مؤسسة راسخة.  ولما ببص ورا دلوقتي بشوف مجهود وحب وتعب ونجاح 14 سنة

في الوقت ده طلعنا بفكرتين:الفكرة الأولى إن الشركات تتبنى مدارس ويحسنوا من البنية التحتية ومن مستوى المدرسين فيها والفكرة التانية هي دعم المشاريع الصغيرة ورواد الأعمال.  كنا قبل كدة بنعمل مسابقات للمدارس في مجالات متخصصة، مثلاً: أحسن فريق تسويق، أحسن منتج، بعد كدة طلعنا بفكرة إن إحنا نجيب الشركات اللي معانا ويمولوا الشباب ده لأنهم محتاجين كل التدريبات عشان يفتحوا شركات. ودخل معانا شركات عشان تمول المشاريع الصغيرة دي من أول الفكرة لغاية لما يسجلوا الشركة ويقدموا منتج ويعملوا ربح

أما عن حياتي الشخصية فانا ولدت تاليا في 2004 وبعدها كنزي في 2005 وإبني ولدته سنة 2012 وبالتالي أنا أم طول الوقت بحاول أوفق بين الشغل والبيت.  والحمد لله كان حواليا ناس كتير بتدعمني وتساندني، شريف جوزي كان دايماً بيشجعني، وداليا كانت دايماً بتساعدني في الشغل، ومامتي وحماتي بردة كانوا بيساعدوني أوي.  ومن غير الدعم ده عمري ما كنت هوصل للي أنا فيه دلوقتي.  وكان عندي مرونة في شغلي فمثلاً لما بناتي كانوا صغيرين ممكن أخدهم معايا الشغل وده سهل عليا كتير. وكنت دايماً مش بشتغل بعد الساعة 4 بعد الظهر للساعة 8 ثاني يوم مهما حصل حتى لو عن طريق التليفون لأن ده كان وقت مقدس للبيت

دايماً بحب أحكي لأولادي عن شغلي وأحكي لهم مين حقق نجاح في أي مشروع عشان يشاركوني حياتي في شغلى والأوقات الحلوة اللي بفخر بيها. وفي نفس الوقت ده ممكن يكون محفز لهم انهم يفكروا في المستقبل لأن كتير من المشاريع بتكون ملهمة لهم بالذات إن إحنا دخلنا في المدارس الخاصة مؤخرا

أعتقد إن الستات لو كان عندهم الدعم الكافي والمرونة هيحققوا المستحيل.  نصحتي للستات : إظهري الثقة بالنفس في جميع الأوقات، رغم إنك ممكن تكوني حاسة بحاجة تانية ولكن ده هو اللي بيوصل.  مرة كنا قاعدين مع الإدارات العليا في شركة جولدزمن ساكس وكانوا كلهم ستات من نيويورك، الستات دي وصلوا أعلى الهرم الوظيفي. وقالوا نفس اللي أنا كنت بعمله “تصنعي إنك عارفة لغاية لما تعرفي”. فرحت أوي لما حسيت إن ستات في الدرجة دي من النجاح وكانوا بيفكروا بنفس الطريقة، وساعتها حسيت إني طبيعيه وماشية صح

Leave a comment