رانيا أيمن ذات ال25 سنه مثل يحتذى به كشابه من شباب رواد الأعمال الناجحين. في فترة قصيرة قدرت توصل مشروعها الصغير “انتربرنيل” انه يكون علامة من العلامات في ساحة ريادة الشباب. قابلتها كذا مرة وكل مرة بأعجب بشجاعتها ونشاطها وثباتها وقوة ارادتها. كنت حاضرة لما هي وفريقها كسبوا في مسابقة انجاز لرواد الأعمال وحضرت أول ايفنت بأسم “شي كان” نظمتها انتربرنيل جمعت فيها نماذج ستات ناجحة في مجالات كثيرة أوي شجعت وعلمت الحضور. فيه مقوله أنا مؤمنه بيها أوي تجسدت بالنسبة لي في قصتها “اللي عايز يعمل حاجة بيلاقي طريقة. اللي مش عايز بيلاقي أعذار كثير” أليكم قصتها
أنا خريجة كلية تجارة انجليزي جامعة عين شمس. بشتغل من اولي جامعة. كان في الأول عندي جروب فيس بوك ببيع فيه برفانات بجيبها من برة أو من العتبة علي حسب. وبعديها اشتغلت في مشروع تعريب مواقع الكترونية وبعدها منسق تدريبات وفعليات وسوشيال ميديا بسيط كدة. طبعا ده بجانب الأنشطة الطلابية في جامعتي و في جامعات تانية واتحاد الطلبة لحد ما اتخرجت. لما اتخرجت اشتغلت في شركة تابعة لميكروسوفت في المجال اللي انا حباه. بدأت بالرد علي الإستفسارات التقنية ولحد مسؤول منتدي نوكيا و منها رحت علي شركة دعايه وإعلان كبيرة وده كان هاويني جدا وقتها. اتعلمت فيها حاجات كثير زي التعامل مع العملاء الكبار، والتعامل مع الناس المختلفين عني ومع المنافسين
وفي نفس الفترة كنت المدير التسويقي لستارت أب جرايند مصر والي هي ببساطة بتقدم اجتماعات دورية لرواد الاعمال والتقنيين. كنت بعمل ده من باب التطوع و التعليم و الايمان باهمية الفكرة. وبالتزامن مع ده قررت اني ءأسس شركتي الخاصة في مجال التسويق و نجحت فعلا جدا الحمد لله ولكن لاحظت اني كان دايما قدامي وكان ملحوظ بالنسبة لي أثناء شغلي سواء في شركتي أو في جرايند نقص المهارات عند البنات وعدم قدرتهم علي المنافسه في سوق العمل و خاصة المشاريع. ومن هنا قررت اني ءأسس (انتربرنيل) الي هي حاليا عملي الأساسي. انتربرنيل شركة مجتمعيه هدفها دعم الفتيات و تحقيق المساواه الجندرية بين الجنسين عاملة علي تحقيق اربع أعمدة رئيسيه هم التوعية، التعليم، التوصيل بالموارد و التمكين الاقتصادي
نسبه مش قليلة من دايرة معارفي مهما كان تعليمهم مصدقين ان الشغل بيعطل البنت وان في الاخر محدش هيوصل لحاجة غير بواسطة … دي من أكبر التابوهات الي احنا كبنات كتير مننا بيصدق فيها. على فكرة ده استسهال … مجرد شماعة بنعلق عليها كسلنا و عدم قدرتنا ونشتري بيها راحة بالنا
كونك بنت كثير بيتأخد عنك انطباع من المجتمع والناس انك هتزهقي بسرعة ومش هتكملي. دي كانت اكتر حاجة بتقابلني خاصة لإني بحاول اقدم حاجة مختلفة مش مألوفه. دائما بقول ان ده مش بيفرقلي – بس لو اتكلمنا بمنتهى الصراحه فطبعا كنت بيأثر عليه ولو قليل وبحتاج أشتغل على نفسي علشان مأحبطش. كان كثير نفسي ألاقي دعم وتشجيع وتفهم. بس أنا اكتشفت ان من أسرار نجاحي ان أد ما الكلام كان بيكون محبط أد ما كان بيكون دافع ليه علشان اكسر التابوه ده … بقول لنفسي عادي انا هبقي مختلفة و هتحرك برا الخط اللي مرسوملي… الموضوع كله عاوز اصرار لو الواحد فعلا عاوز يغير
من أكثر الحاجات الي اثرت فيا واستفزتني لما حد قالي “ متزعليش بس انا لو هشغل بنت مش هشغلك … البنات مش طموحة لكن انتي لو جيتي هتقرفيني بطموحك “ اد ايه الجمله دي ضايقني مش عشان طموحة … لا عشان فيه بنات بتوافق تبقي غير كدة
كل مرة بسمع فيها حاجة شبه دي بتمسك اكتر باللي انا عاوزه اعمله … انا فعلا عايزة اعمل فرق … و هيتعمل بيا أو من غيري وأول فرق عملته هو اني بدأت
التغير في مفاهيم بنت واحدة كان هدفي الاولي … كنت بتكسف جدا لما البنات التانية يقولوا اني بنظر عليهم. فكرة القيادة في حد ذاتها مرعبة بالنسبة لي. احساس انك مسؤول منك ناس مصدقة فيكي قصاد ناس تانيه مستنيين يشوفوا آخرة الي بتعمليه. الحاجة الي منها اتعلمت اني لو مأثبتش لنفسي وللبناتالثانيه انها فعلا مهمة و تقدر تعمل فرق محدش هيعمل كدة … متحطتش في المكان دا بمحض اختياري التام … طبعا بإرادتي بس وجودي كان بسبب اني شايفة المشكلة … التحدي هنا بقي اني اكمل و انا هكمل … هكمل عشان انا مصدقة في اللي بعمله مهما كانت النتائج
اكبر تجدي حقيقي مريت بيه هو اني أقف قدام نفسي وأتعلم أواجهها لوحدي. انا اكتشفت ان العقبات عامة احنا الي بنحطها لنفسنا. الأول كنت بخاف من البيت وبعدها كلام الناس وبعدها الفشل وبعدها اتعلمت ان كل التحديات دي بتختفي لما أنا بقرر أغير نظرتي لأمور حياتي. بصراحة أنا فخورة بدا جدا لأنه ساعدني أثابر وأصر وأكمل وأنجح
اتعلمت في مشواري ان النجاح والسعادة شيء نسبي جداً. كل واحد تعريفه للنجاح غير الثاني وبالتالي مينفعش أحكم على حد من القالب بتاعي وكمان مينفعش أحكم علي نفسي أو علي حد حسب نظرتي لنجاحه أو فشله لإني غالبا مش شايفة الصورة كاملة … ممكن نسميها جنب من جوانب ثقافة الاختلاف. اتعلمت كمان ان ترتيب الأولويات دا اهم حاجة في الحياه وان كل حاجة لها وقتها
أنا عندي أكثر من مثل أعلى فمثلا في البيزنس هقول مثلي الأعلى نجيب ساويرس وفي العطاء هقول موجهيني وفي الوفاء هقول فريق عملي
نصيحتي لأي بنت عايزة تنجح انها تبطل تخاف وتبتدي ولو بخطوات صغيرة ناحية هدفها مهما كانت شايفة الوقت مش مناسب. أصلا مفيش حاجة اسمها الوقت مش مناسب في رأيي. ومهم أوي تقرأي كتير اوي وتثقفي نفسك
من أكثر المقولات اللي بحبها وبفكر نفسي وكل بنت بيها مقوله للإمام علي ابن أبي طالب: “دواؤك فيك وما تشعر, وداؤك منك وما تُبصر, وتحسب أنّك جرم صغير, وفيك انطوى العالم الأكبر”ا