قصة بحث عن الذات

11_Radwa Fathi

رضوى شدت انتباهي من زمان لما اتفرجت على برنامج اتيكيت الأطفال بتاعها وعجبني بساطة البرنامج والسعادة على وجه الأطفال وهم بيحضروه.  ومن فترة لفت نظري برنامج ثاني بتقدمه للأطفل عن كيفية الوقاية من التحرش الجنسي.  طلبت أعرف أكثر عنها والزاي وصلت انها تقدم البرامج المبتكرة والمفيدة دي بعد رحلة عملها في وظيفة محاسبية.  اليكم قصتها في البحث عن ذاتها

 انا من مواليد 1977 وعشت عمرى في دبي ثم فى الاسكندرية.  كنت بشتغل المدير المالي والاداري لاحدي شركات الغزل والنسيج الكبري في الاسكندرية.  تدرجت في السلك الوظيفي من سكرتيرة لمحاسب إلي هذا المنصب على مدار 13 سنة ..

بالرغم من نجاحي وإحساسي بأهميتي في شغلي إلا إني لم أكن أشعر بالسعادة أبدا وكان إحساسي بالنقص وعدم الثقة في النفس غير واضح للأخرين ولكن كنت أشعر به داخليا ملازم لي في كل خطوة

تخيلت إن هذا النقص بسبب عدم زواجي وبدأت رحلة البحث عن عريس والتي جعلتني أعيش في دوامه عدم التوفيق وبدأت مرحلة أكتئاب مع كل عريس موضوعه ما يمشيش إلي أن كان أكبر صدمات حياتي وتحدي كبير مريت بيه وهي وفاة والدي

والدي كان صديقي.  كانت وفاة مفاجئة وصدمة غير طبيعية ليس بعدها صدمة لم أستطع تجاوزها بسهولة وكنت دائما أتذكر أخر مكالمة بيننا وهو ييقول بصوته الضاحك .. يا بنتي أنا نفسي أشوفك حاجة

كانت هذه هي الجملة الوحيدة التي أتذكرها له.  معرفش يعني أيه ابقي حاجة وايه هي الحاجة وبدأت رحلتي في البحث عن كينونتي.  قعدت سنين بسأل نفسي أنا مين ؟… مش ممكن اكون اتخلقت علشان اتجوز وأشتغل وبس.  عايزة ابقي حاجة … أعمل ايه وايه هي الحاجة ؟… أنا زهقت .. مش سعيدة ليه .. لحد أمتي أفضل ألف في ساقية علشان أرضي ناس أخرين

وكان مع كل سؤال علامة إستفهام كبيرة لاني معرفش الإجابة.  بس كنت بدأت أدرس كل حاجة وأي حاجة : أي كورس أسمع عنه أروح أدرسه : تنمية مهارات الفرد, تحسين انتاجياته, الاتيكيت, مهارات التواصل, إرشاد أسري, علاقات زوجية, الرضا عن النفس , أزاي أكتشف موهبتي وغيره كثير

طبعا كل الناس مش عاجبهم اللي بعمله وشايفني تايهة.  وكنت كتير بسمع حاجات  زى وفري فلوسك, ايه التشتت دة, ما انتي في شركة كويسة.  وكمان فتحت مكتب خاص بالاستشارات الاسرية في البداية وبعد سلسلة من المشاكل مع الشركاء وبعد الثورة كان أمامي أني أخسر كل فلوسي في المكتب أو أنتمي لتيار سياسي مخالف فقررت اقفل ومكنتش عارفة أعمل أيه خلاص رجعت لنقطة الصفر ثاني

بس المرة دي أفتكرت أني من وانا صغيرة كنت بحب الاطفال وبحب ألعب معاهم وعندي قدرة علي أبتكار ألعاب وجذب أنتباههم.  قررت أبتكر شخصيتين كرتونيتين ولد وبنت شبه الاطفال الطبعيين ولاد أصحابي وسميت الولد تيتو ودة كان اسم دلع ابويا وديدا اسم امي.  وعملت كورس اتيكيت للاطفال معتمد علي دراساتي السابقة باستخدام الشخصيتين تيتو وديدا

وكانت المفاجأة الكورس عمل نجاح رهيب سمعت عنه أكثر من قناة فضائية وبرنامج التفاح الاخضر أم بي سي  مصر وصورت اكتر من حلقة معاهم من ثم برنامج مني الشاذلي اللي كان نقلة في حياتي حيث تم استضافي باعتباري اول مدربة اتيكيت للاطفال في مصر بمنهج علمي.  والحلقة دي كان ليها اثر كبير علي.  أنا في الحلقة دة حسيت ربنا بيطبطب عليا.  تقريبا أنا ما اتكلمتش واللي كان بيتكلم هما الاطفال واهاليهم وكانت كلها شكر ومدح في طريقتي

الحلقة دي كانت هدية ربنا ليا وفتحلي ابواب كتير جدا في حياتي واتنقلت من مدينة الاسكندرية الي القاهرة وفيها اتعرفت علي شريك حياتي أخيرا

مقدرش اقول شريك حياة انما هو توأم روح .. شخص مكنش ينفع أكون مع حد غيره وبدأ يكون في نجاح في جانب تاني لاني بدأت أعمل صالون للبنات أسمه صالون رضوة فتحي أزاي يحبوا نفسهم وازاى يلاقوا توأم روحهم وحتى بعد جوازى وانا عمرى 39 سنة أستمر هذا الصالون بشكل قائم إلي الان لدعم كل البنات والسيدات

أهم الدروس التي تعلمتها في حياتي

الدرس الاول : لازم تحبي نفسك علشان تلاقي اللي يحبك

الدرس الثاني : لما نوصل للهدف من حياتنا هنسامح كل الماضي بألامه واحزانه لانه كان لازم يحصل علشان يوصلنا للخطوة دي

الدرس الثالث : لو أنتي سيدة متزوجة ارجوكي خلي اولوياتك أنتي ثم زوجك ثم أولادك.  كثير هيعترض علي كلامي لكن صدقيني أنتي اهم حاجة في دايرة حياتك ولما تهتمي بنفسك هتعيشي سعيدة وراضية وهتعرفي ترضي جوزك وتسعديه ولما دة يحصل هتعرفوا تخلوا اطفالكم أسعد أطفال

Leave a comment