قصة قائدة هي تاجرة أمل تلهم وتقود الآخرين بأن تكون هي المثال

48_Amany Khalil 1

بداية معرفتي بأماني كان من خلال الفيس بوك.  كنت بشوف بوستات لها وهي بتجري في الشارع الصبح بدري وبصراحة استوقفني المنظر الغير مألوف واعجبت بيها جدا.  في الأول افتكرتها مجرد بتحب الرياضة وبتمارسها باستمرار وبعدين لاقيتها بتشترك في مسابقات مختلفة وبتكسبها.  ولجهلي بعالم الرياضة وأنواع المسابقات اللي بتشترك فيها كان كله كلام جديد بالنسبة لي.  اعجبت بانها ست مش شابة بس عندها عزيمة واصرار مش عند الشباب.  طلبت أقابل أماني وأكتب قصتها من باب الفضول في الأول ولقناعة عندي انها وراها قصة تحكى.  لما قابلناها أنا وزميلتي انجي عيشتنا معاها رحلتها وانجازاتها واخفاقاتها لدرجة اني كنت بشعر تماما بالفرح والحزن والحماس والضيق والفخر وكأني كنت هناك معاها.  انسانه طبيعية وجميلة شكلا وموضوعا.  من كثر شغفها المعدي بعد ما خلصنا المقابله حسينا اننا عايزين نشترك مع مجموعة وننزل نجري في الشارع فعلا.  وأجمل حاجة قالتها لما في الآخر سألتها “تحبينا تكتبلك تايتل ايه جمب اسمك؟  قالتلي بكل فخر “ربة منزل” أنا فخورة اني قررت أقعد في البيت وأربي أولادي ولما كبروا اشتغلت لغاية لما بقيت أيرون مان.  أماني مثال حي ان القيادة مش منصب ولا وظيفة انما أسلوب حياه وان الواحد لو عايز يوصل لأي حاجة محتاج يعمل مجهود عشان يوصل.  كلي فخر إني أقدملكم قصتها

عشت كذا سنه بره مصر وأنا صغيره.  أنا مولودة في ألمانيا وكان بابايا ساعتها بيعمل الدبلوما بتاعته هناك.  بعدها روحنا عيشنا في أمريكا كذا سنه.  ، مامتي ربتنا تربية ألماني طول عمرنا لدرجة اننا في أمريكا كنا البيت الوحيد اللي لازم ننام الساعة 7 حتى والدنيا لسه نور وكانت الناس مستغربانا.  لأننا كنا بنتحرك كثير واحنا صغيرين من مكان لمكان كانوا أهلي دائما يشجعونا نلعب رياضة في فريق لأن ده حيساعدنا على التأقلم على المكان وعمل أصحاب بسهوله.  كنت بلعب كرة سلة في امريكا ولما رجعنا مصر انضميت لفريق الباسكت في نادي الزمالك لأنه كان قريب من البيت.  وصلت مع الفريق لغاية المنتخب وفضلت ألعب حتى وأنا بشتغل.  أول ما جينا مصر كان التأقلم على البلد بالنسبة لي صعب أوي وكان العربي بتاعي ضعيف جدا والحقيقة أصحابي في نادي الزمالك هم اللي علموني العربي المصري وهم اللي حببوني في البلد.  بالرغم من التفاوت في نشأتنا ويمكن مستوانا الاجتماعي والثقافي الا اني اتعرفت من خلالهم على جمال الروح المصري.  لمست فيهم بجد الكرم والجدعنة المصرية واللي مشوفتهاش في أي مكان ثاني عشت فيه قبل كده

كان حلمي من وأنا صغيرة إني يكون ليه منصب كبير في مجال البنوك زي مامتي وهي كمان كانت بتشجعني على كده وكانت دايماً بتاخدني معاها في الأجازات بتاعتي عشان أتمرن في بنك من البنوك.  وفعلا إتخرجت من الجامعة الأمريكية قسم إدارة أعمال بإمتياز وبدأت حياتي العمليه في مي بنك

قعدت 3 سنين في البنك وفي الفترة دي إتجوزت من زميلي في الجامعة وسافرنا أمريكا عشان إحنا الأتنين نعمل الماجستير والدكتوراة.  وعملت إمتحان الجي مات للتقديم وقبل النتيجة ما تطلع اكتشفت إني حامل وكل حاجة إتغيرت بالنسبة لي.  في الأول قررت ءأجل الدراسة لبعد الولاده لان في أمريكا صعب أسيب الأطفال الرضع مع حد وأنزل بالذات وأنا لوحدي هناك منغير أهل.  وفعلا ولدت أبني الأول وبعدها بسنة ونص ابني الثاني وفضلت قاعده مع أولادي أرعاهم وبعدت عن الدراسة والشغل.  كان عندي وقتها 27 سنة

في الأول مكانش عندي أصحاب كثير ولا علاقات في أمريكا لاني كنت قاعدة في البيت مع الأولاد معظم الوقت.  كنت دايماً الصبح أبص من الشباك ألاقي مجموعة ناس بتجري في الشارع وحسيت إني عايزة أجرب أجري معاهم مرة بالذات اني أصلاً بصحى بدري قبل ما الولاد يصحوا الصبح فبدأت أجري معاهم.  وثاني كانت الرياضة هي طريقي للتأقلم وعمل الأصدقاء بس المرة دي رياضة الجري

واحدة من اللي بيجروا معانا الصبح هي أول من اكتشفني.  لقتني بجري كويس فقالت لي ليه ماتشتركيش في جري الـ5 كيلو؟ عرفت منها ان في مجموعة بتتلم في الويك إند وتجري 5 كيلو مع بعض.  الموضوع مكانش سباق ولا فيه جوايز بس عجبني أوي الجو العام وشعور الوصول لخط النهاية ولقيت نفسي بوصل السادسة من غير أي تمرين.  كنا ستات على رجالة على صغيرين على ناس كبيرة في السن.  شوية بشويه جريت 15 كيلو وبعد كدة عملت النص ماراثون اللي هو 21 كيلو. وقبل ما جوزي ياخد الدكتوراه بتاعته بشهرين ونرجع مصر عملت المارثون الكامل

كل ده كان منغير تمرين خاص مع مدرب.  كنت أنزل أجري الصبح وأنا بسمع موسيقى عربي وكنت ساعات أجري حول المنطقة عندي وساعات أجري لمسافات أكبر عشان أعود جسمي.  كانت ناس كتير حوالينا بتدعمني.  مثلا واحد زميل جوزي في الشغل كان دايماً ينزل الشغل في نفس الوقت اللي أنا بجري فيه فكان كثير يجبلي مياه وهو طالع على شغله.  ومن الحاجات اللي ساعدتني كمان إن كان في جيم جمبنا فبدأت أروحها أتمرن هناك رغم إني ماكنتش متعوده على التمرين في جيم بس كنت عايزة رياضة تساعدني أحسن لياقتي.  كان في حضانه في الجيم بياخدوا ولادي وأنا بألعب الساعة بتاعتي.  ومرة كانت حماتي عندنا ولاقتني بقيت كويسة في الرياضة واقترحت عليه أدرس وأدرب.  وفعلاً اتشجعت ودرست وامتحنت وأخدت شهادة إني ممكن أدرب إيروبيكس

لما رجعنا مصر وأنا كنت بودي الولاد الحضانة مرة اقترحت على صاحبة الحضانة إني أمرن الولاد الصغيرين، وبدأت فعلا وأم شافتني وقالت عني لسامية علوبة.  لقيت مكالمة من سامية وروحت اشتغلت معاهم لمدة سنتين.  ولادي كانت كل تمارينهم في نادي الجزيرة وقتها وبروح معاهم التمارين كده ولا كده فبدأت أمرن في النادي وفي نفس الوقت كنت أيام المدرسة كل يوم بنزل الولاد الأتوبيس وأطلع أجري في الشارع في الزمالك

طبعا دي كانت ظاهرة غريبة في الأول.  مكانش في حد بيجري في الشارع كرياضة أصلا وكمان اللي بتجري ست! ممكن أحكيلكم قصص كثيرة عن مغامراتي في موضوع الجري في الشارع في الأول ما بين زهول الناس ونظراتهم وتعليقاتهم واتعرضت لمعاكسات وحتى مضايقات ومحاولات تحرش بس أنا مخلتش حاجة توقفني وكملت باصرار.  أنا كنت عارفة اني مبعملش حاجة غلط وان أي ثقافة جديدة لازم تأخذ وقت علشان تكون حاجة عاديه يتقبلها الناس بالذات في مصر الناس مش بتتقبل الغير تقليدي بسهوله خالص

وبعدين في سنة 2002 سمعت إن في ماراثون حيتعمل في الأقصر فاشتركت فيه.  ده كان أول ماراثون أشترك فيه في مصر وثاني واحد أشترك فيه عموما.  طلعت الثالثة واكتشفني هناك فريق جري كله أجانب في المعادي أسمهم معادي رانرز وعزموني أجري معاهم.  فإتفقت إني أروح أجري معاهم يوم الجمعة المسافات الطويلة وباقي الأسبوع أكمل جري في الزمالك عشان الولاد.  المجموعة دي كانت كل سنة بتسافر تشترك في ماراثون دولي وفي الفترة دي اشتركت معاهم في 16 ماراثون، واحد كل سنة لغاية لما ولادي كبروا ودخلوا الجامعة

حسيت إن الولاد مش محتاجني زي الأول واني حره أكثر في وقتي، وفي نفس الوقت ده قابلت شابه عندها 27 سنة طلبت مني أساعدها تجري ماراثون كامل.  عرفت منها إنها بتشترك في حاجة إسمها الثلاثي عبارة عن سباحة وركوب عجل وجري.  واستغربت جدا لاني كنت أول مرة أعرف إن في حد بيركب عجل في مصر.  عرفت منها إنها بتركب عجل مع مجموعة ساعات في طريق السويس وساعات في 6 أكتوبر أيام ما كانت الدنيا فاضية هناك.  اتفقت معاها إني أمرنها جري وأتمرن معاها ركوب العجل.  واشتريت عجلتي الأولى ودي كانت مغامرة اني أشتري عجلة كويسة ومتينه وميتضحكش عليه!  كانت المجموعة اللي بيركبوا العجل كلهم صغيرين في السن جدا بالنسبة لي بس رحبوا بيا في وسطهم.  وشوية بشوية بدأت أتحسن جداً واشتركت في أول سباق جري وعجل مع بعض وطلعت الرابعة

اللي حواليه وبالذات الشباب كانوا بيشجعوني جدا.  كذا تجربة مريت بيها علمتني ان الست لما بتنجح وتتميز في حاجة كونها ست ده بيديها ميزه وكمان كوني ست كبيرة دي كانت ميزة ليه في وسط الشباب اللي كان فخور بيه جدا.  وبدأوا يشجعوني أشترك في الثلاثي في سهل حشيش وهو عبارة عن كيلو ونص سباحة و40 كيلو عجل و10 كيلو جري.  وبدأت أتمرن على السباحة والشباب دول كانوا بيجولي نادي الجزيرة مخصوص عشان يمرنوني.  وقت السباق جوزي جي معايا وطلعت الخامسة على المجموعة والأولى على سني وطبعاً ده شجعني جداً اني أكمل

وبدأت أفكر في سباق أسمه النص أيرون مان.  الأيرون مان الكامل عبارة عن 4 كيلو سباحة في البحر المفتوح وبعديه 180 كيلو ركوب عجل وبعد كدة 42 كيلو جري وأنا قلت أجرب النص أيرون مان بما أني نجحت في الثلاثي.  في الأول كان في رفض شديد من كل اللي حواليا وكانوا حاسين إنه كتير أوي عليا وعلى سني.  وناس كثير اتتريقت عليه بس أنا عندي مبدأ اني طالما مبعملش حاجة غلط لي مجربش؟  ما هو الواحد اللي ميطلبهوش ويسعى له عمره ما حيأخذه

حضرت للمسابقة زي ما قالولي بالضبط وكنت بوفق بين التحضير وبين تمارين الإيروبيكس اللي كنت مكملاها.  وروحت معاهم بالرشالونة وكانت صدمة كبيرة لن أنساها واتعلمت منها درس مهم أوي وهو أن الواحد مش كفاية يتمرن عادي.  لازم يسأل خبراء ويتمرن صح على يد ناس محترفة ويعرف كويس هو مقبل على ايه علشان يحضرله مظبوط

العدد المشترك كان كبير جداً.  بعد ما كنت بتمرن على السباحة لوحدي في حمام السباحة فجأة لقيت جمبي 2000 مشترك هيدخلوا معايا البحر المفتوح في نفس الفترة.  كان تحدي صعب أوي وكنت على وشك الاستسلام بس قلت لنفسي مش مهم تكسبي.  انتي جيتي لحد هنا فعلى الأقل استفيدي من التجربه وعافرت وكملت جزء السباحة.  اتضربت جامد في المياه في الأول من كثر عدد الناس فإستنيت في الأواخر لما العدد هدي لأني كنت عارفة إن الوقت المحدد لتكملة الجزء ده من المسابقة ساعة وعشر دقايق وبعد كدة بيطلعك من السباق.  المشكلة الثانية ان المياه كانت تلج وكان في موج بس عملتها في 49 دقيقة وكنت فرحانة جداً

بعدها روحت منطقة العجل وكانت الصدمة الثانية.  انا متمرنة ركوب عجل في شارع مستوي.  اكتشفت ان السباق على جبل 45 كيلو طالع و45 كيلو نازل وبتلفي حول الجبل طول الطريق والجبل مالهوش سور.  أول حاجة فكرت فيها لما شفت كده عائلتي وحسيت إني بعرض حياتي للخطر واني مش مستعده أبدا للي حعمله بس قلت لنفسي ححاول ولو مستريحتش حنسحب في أي وقت وحكون حذرة جدا.  بدأت أطلع وأنا طول الطريق عماله أدعي “يارب أعرف أطلع” وفعلا الحمد لله بعد عناء طلعت وكنت فاكره ان الصعب خلص.  اكتشفت وقتها بس إن النزول أصعب بكتير أولا لاني طول السكة ماسكة الجدون جامد جدا لدرجة إن كل عضلات إيدي شدت.  مبدلتش خالص طول طريق النزول.  كنت بس بحاول أحافظ على توازني وسرعتي.  وفي الطريق شفت كذا حادثه جامدة هزتني.  أخيرا وصلت تحت وكنت سعيدة جداً ومش مصدقة اني فاضلي أسهل حاجة بالنسبة ليا وهي الجري

لقيت واحد من الحكام بيقولي “عايز شريحة اللعب بتاعتك”.  الشريحة دي هي اللي بتقيس المسافات عشان يتأكدوا إن مفيش غش – والمفاجأه الصادمة اني تم استبعادي لأني وصلت متأخرة دقيقة.  في اللحظه دي أنا انهارت.  عمري ما هنسى اليوم ده لأني فعلاً تعبت فيه بكل المقاييس.  كلمت جوزي وأولادي ودعموني نفسيا جداً وحسسوني إني يكفيني شرف المحاولة.  بس أنا حسيت إني مش هقدر أنسحب وأنا خسرانة ومهزموه بالطريقة دي وقررت من غير ما أقول لحد إلا جوزي إني هدخل السباق تاني.  والمرة دي قررت أحضر صح

بدأت أتمرن مع جي بي أي في مصر.  كان توقيت كويس أوي ليه لأنهم كانوا هيتمرنوا ركوب العجل على جبل أسمه الصاعدة في سيناء، عبارة عن 13 كيلو مش متسفلت وكان أصعب من الجبل بتاع برشلونة.  التمرين معاهم اداني أمل وثقة اني أقدر المرة دي انجح في سباق النص أيرون مان.  حصللي موقف ظريف أوي حابه أحكيهولكم.  كنا في تمرين الصاعدة 42 راجل وأنا وأنا طلعت رقم 23.  وأنا قرب النهاية جالي شاب قالي أسمه محمد مصطفى وطلب انه يمسك إيدي وندخل سوى على خط النهاية.  كنت حاسة بيه أد أيه فخور بيه وبأن واحدة ست بتتفوق

وفي يوم كدة كنت في محل العجل بعمل صيانه لعجلتي والراجل هناك عرفني على خديجة أمين – أول ست مصرية تعمل الأيرون مان الكامله لوحدها.  أخذت نمرتها والفكرة بدأت تكبر جوايا اني أجرب أشترك في الايرون مان وكلمت خذيجة ووافقت تمرني.  عملت لي برنامج جري وسباحة وكملت تمرين العجل مع جي بي أي.  كل ده كان سنة 2015

في بداية 2016 عرفت عن مسابقة إسمها 100 في 100 – ده عبارة عن سباحة 100 مرة في حمام سباحة طوله 50 متر، يعني 10 كيلو سباحة.  اللي بيتمرنوا معايا قالولي مش لازم تعمليه كله إعملي 30 بس حتى لو تقدري فوافقت إني اعمل الـ 30 عشان يكون تدريب للنصف أيرون مان.  فعلاً دخلت السباق وما بصتش ولا شمال ولا يمين وبدأت عملت 10, 20, 30 وبعدين قلت أجرب الـ50, عملت الستين، وبعدين السبعين، لغاية لما خلصت الـ 100 في 4 ساعات و20 دقيقة.  المدربين كانوا مبسوطين جداً ودي حاجة خلتني متفألة جدا بالسنة دي

أنا كل سنة كنت بشترك في ماراثون الجري مع معادي رانرز واتفقت مع مدربتي انه يكون جزء من تمريني واني أحاول أخلصه في 3 ساعات 55 دقيقة وأتأهل لماراثون بوسطن اللي الاشتراك فيه محدد بان الواحد يثبت انه عدى سرعة معينه حسب السن.  خلصت في 3 ساعات 53 وكدة بقيت مؤهلة للاشتراك في بوسطن وده لوحده كان شرف كبير كنت سعيده بيه أوي.  الحقيقة اني تميت 50 سنة في 2016 وبكده دخلت في شريحة ال4 ساعات فطبعا اتقبلت وكنت سعيدة جداً لأنه كان حلم عندي من زمان اني أشترك فيه.  لما روحت لقيت ناس كتيره كبار في السن وقابلت واحد هناك تقريبا عنده 65 سنة وكان كاتب على التي شيرت إنه هيخلص أهم 6 ماراثون. فقلت هو دة اللي أنا عايزة أعمله.  أشترك في “أهم 6 ماراثون”.  أنا خلصت بوسطن وده يعتبر أصعبهم وبعد كده لندن، برلين، شيكاجو، نيو يورك وطوكيو. وأنا حروح السنة دي برلين ان شاء الله

وفي 22 مايو 2016 كان النص أيرون مان والمدربة بتاعتي عملت لي مفاجأة واشتركت معايا.  خلصت جزء السباحة في 45 دقيقة يعني أقل من المرة اللي فاتت بـ5 دقايق وركوب العجل على الجبل عملته في 33 دقيقة أقل من المرة اللي فاتت وخلصت النص ماراثون في ساعة و57 دقيقة.  كان شعور اللحظة دي لا يوصف وولادي وجوزي كانوا فخورين بيا جداً.  والمدربة قالت لي وقتها إنك كدة مستعده للأيرون مان الكامل واشتركت في أكتوبر فعلا

طلبت من جوزي وأولادي يكونوا موجودين معايا.  كنا 19 مصري منهم سبع بنات وأنا الأم الوحيدة.  كان برده في برشلونة.  والعجل المرة دي ماكنش في جبل.  كان طريق مفتوح بس 180 كيلو.  خلصت السباحة وبدأت جزء العجل وكانت المدربة بتاعتي طالبة مني إني كل ساعة أخد حاجة اكلها وءأخذ جل معين بيديني طاقة.  من كتر ما كنت ماشية كويس اتحمست وقلت لنفسي حأخد أكتر من الجل عشان يديني طاقة أكبر.  ولما بدأت الجري بدأوا أولادي بيجروا معايا بره الخط علشان يشجعوني كل واحد يجري خمسة كيلو ويسلم الثاني.  بعد شوية بدأت أتعب وجالي حالة إغماء مش طبيعيه والمدربة قالت لي شيلي حزام قياس النبض يمكن يكون هو السبب لانه كابس على المعده.  بعد كدة عرفت إنه كان من كتر الجل.  كانت النتيجة اني مكنتش قادرة أحط حاجة خالص في بقي وبالتالي جريت الـ42 كيلو من غير حتى مياه.  عند الكيلو 15 بدأ كلامي يثقل وجتلي دوخة جامدة.  ابني الكبير أخد باله وبدأ يغنيلي أغنيتي المفضلة علشان يشغل دماغي لغاية لما قربت على خط النهاية ولقيت جوزي قبل 200 متر من نهاية السباق بدأ يجري معايا المسافة الفاضلة.  عمري ما شفت جوزي في حياته بيجري كدة لغاية لما وصلت للسجادة الحمراء وشفت خط النهاية ونسيت كل التعب ورفعت علم مصر.  طلعت رقم 2 في السيدات المصريات وسمعت أحلى جملة في حياتي – أماني خليل أنتي دلوقتي بقيتي أيرون مان

من كتر ما ولادي كانوا مبسوطين قالولي هننزل معاكي مسابقة سهل حشيش اللي جاية.  وافقت بشرط انهم يتمرنولها وفعلاً كانوا بينزلوا معايا كل يوم جمعة نتمرن.  ودخلنا السباق وطلعنا الرقم التالت. ودي كانت سنة 2016 اللي بعتبرها من أحلى سنين حياتي.  اتغيرت حياتي خالص في السنة دي واتعرفت على ناس كتير جميلة

نجاحي في الأيرون مان اداني ثقة ويقين اني أقدر أعمل أي حاجة أحطها أدامي وأشتغل عليها وده شجعني أشترك مع الجي بي أي في رحلة بنلف أوروبا بالعجل من لندن لغاية دوسلدورف في خلال 6 أيام، كل يوم 100 كيلو.  لما اشتركت معاهم اكتشفت ان عدد الستات اللي بتركب عجل قليله أوي مقارنة بالرجاله وفكرت أكون فريق ستات مصريات نسمي نفسنا “ستات مصر” ونطلع مع الجي بي أي في 2018 في رحلة لف أوروبا المرة دي من السويد لهامبورج.  حيشترك معانا من مصر ان شاء الله 20 ست وعندي أمل نلاقي جهه تكون راعي لنا

من الحاجات الظريفة اللي حصلتلي إن البواب بتاعي كان شايف إني ست مجنونة رسمي.  بسيب جوزي وأسافر ألعب رياضة وبطلع أجري الساعة 5 الصبح وطول النهار بلبس رياضة غريب.  ومكانش بيساعدني ولا بيستعنيني.  بعد ما طلعت مع منى الشاذلي إتغير معايا 180 درجة.  دلوقتي بقى ينزل يشيل العجله بتاعتي مني وينظفهالي وخلاص إتعلم يعمل القفل بتاعها، وبقى يديني إحترامي.  عجبه أوي إني بمثل مصر بره واني بعمل حاجة مختلفة.  والجري في الشارع الصبح ساعدني أعمل أصدقاء عمري ماكنت هعرفهم.  مثلا الراجل بتاع الجرايد كل يوم يصبَح عليا ويدعيلي.  على فكره الأصدقاء دول هم اللي بيحموني وأنا بجري في الشارع وبيحسسوني اني في أمان في وسطهم

إنا مؤمنة انه لما اليوم بيبدأ بدري بتقدري تعملي حاجات كتير أوي وبيكون في بركة في اليوم.  مؤخرا كونت مجموعة على الفيس بوك إسمها “زمالك إيرلي رايزرز”.  الفكرة بدأت لما شابة صاحبتي قررت تطلع تجري معايا ومرة صورتنا على كوبري قصر النيل وكان المنظر رائع.  هي حطت الصورة على الفيس بوك والصورة عملت ضجة وشجعت ناس كثير تنزل تجري معانا الصبح بدري وتستمتع بوسط البلد وهي فاضية ونسبة التلوث فيها أقل.   وصلنا دلوقتيحوالي 46 بنتقابل نجري مع بعض كل يوم إتنين.  أكتر حاجة بتميز “زمالك إيرلي رانرز” هي الصور اللي بيحطوها لدرجة إن في عائلتين أعرفهم من أيام ما كنت في أمريكا هييجوا زيارة ليا على حس الصور الجميلة اللي شافوها

ماما ساعات لغاية دلوقتي بتقولي إنتي إزاي سبتي مجال البنوك ومعندكيش هوية عمليه.  بس أنا اتعلمت من الحياه ان كل واحد لازم يعمل الحاجة اللي بيحبها ويعرف يبدع فيها.  أنا جوزي بيشتغل في مجال المحاسبة، ولما أولادي الاثنين دخلوا محاسبة قلت لهم لازم تكونوا فعلا بتحبوا المجال ده مش عشان باباكوا فيه

عايزة تكوني ناجحة في حياتك وتعملي فرق حقيقي في حياتك وفي اللي حواليكي؟  متستسلميش أبدا مهما حصل ودافعي علشان اللي انتي مؤمنة بيه.  أنا مثلي الأعلى هي كل ست تحدت الصعب وصمدت علشان فكرة مؤمنه بيها.  في الرياضة خديجة أمين هي مثلي الأعلى. مش لأنها ناجحة بل لأنها تحدت عقبات كتير أوي في مصر.  المضايقات للستات لسه جامدة وموجودة حتى لغاية دلوقتي.  خديجة كافحت كثير واستحملت حاجات المفروض أصلا متكونش موجوده علشان توصل للي وصلتله ومستسلمتش أبدا

مكانش ممكن أوصل لكل ده من غير دعم جوزي ليه طول الطريق.  مره طلع في لقاء في الراديو وقال إنه هو مديني كنز حياته – اللي هما الولاد – فلازم أكون مبسوطة وبأعمل اللي بحبه عشان أعرف أديهم هم كمان الحب والسعادة.  وده اللي نفسي كل ست تعرفه، لازم تكوني مبسوطة عشان تعرفي تدي.  وعلشان تعملي اللي نفسك فيه لازم تخرجي برة دايرة الراحة بتاعتك ومتخليش الخوف يوقفك.  لما بتتفوقي ممكن تكوني قدوة للرجالة مش بس للستات

Leave a comment