بداية معرفتي بفاتن كانت أنها زوجة تامر الزناتي وهو صديق وزميل عزيز. دائما يذكرها بالخير وإنها العمود الفقري للأسرة ورفيقة كفاحه. مع الوقت عرفت انها سيدة أعمال ناجحة وكان دائما تامر بيفتخر بيها وبنجاحاتها. تابعت عملها ونجاحها واشتراكها في معارض دولية وبعدين عرفت عن تحدي اسرتهم فأحترمت فاتن أكثر وأكثر واتأكدت ان وراء قصة النجاح والحب قصة كفاح ويقين وعمل وطلبت مقابلة فاتن لمعرفة التفاصيل. دعتني لبيتها ومن أول لحظة وصلت أنا وزميلتي انجي شعرت وكأني أعرفها من سنين. سيدة بسيطة ومجاملة وقريبة الى القلب. واحنا قاعدين حضر اخواتها الأثنين وشعرنا بألفة جميلة في وسطيهم. كأننا في بيت عائلة كله حب وود بعيد عن التكليف والتعقيد. سمعنا قصة فاتن وتأثرنا بها جدا. قصة جسدتلنا أهمية الإيمان واليقين والتمسك بالأسباب والعمل والإيجابية. اليكم قصتها التي أتمنى ان تلهمكم كما ألهمتنا
حكايتي بدأت تتكون ملامحها من طفولتي مع إني معرفتش ده غير بعد سنين. كنت شقية جداً وإجتماعية جداً وانا صغيرة. أنا أكبر أخت في 3 بنات. من أهم الحاجات اللي أنا فاكراها في طفولتي إن بابا بطبيعة شغله ما كنش دايماً متواجد وكان لما بيكون موجود على طول بيدلعنا وكان بيهتم إنه يدي كل واحدة فينا وقت مخصص ليها لوحدها. وكان كل مرة لما يقعد معايا دايماً يقولي “يا فاتن إنتي ذكية جداً، إنتي ربنا بيحبك أوي، إنتي مُرزقة” وفضلت مصدقة وعايشة بالكلمات دي طول حياتي
إنتي ذكية جداً
فترة شبابي كانت فترة إنطلاق وماكنتش شاطرة خالص في المدرسة وكنت دايماً باعتمد على إني كنت مصدقة كلمات التشجيع بتاعة بابايا إني ذكية جداً وفعلاً مع أقل مجهود كنت بنجح
إتجوزت وأنا في مرحلة الجامعة وسافرت مع تامر جوزي الكويت. حملت هناك بس حملي كان صعب جداً وإضطريت أرجع مصر بعد ما قعدت في المستشفى 3 أسابيع. وفي عز حملي وتعبي دخلت إمتحانات جامعة حقوق ونجحت وخلصت مرحلة الجامعة بعد ما قضيت فيها 6 سنين. وكنت متأكدة إني هانجح لأني كنت مصدقة كلمة بابايا جدا
حياتي كملت عادي وبعد سنين حملت في بنتي التانية سلمى والحمل كان عادي. ولما كانت سلمى عندها سنتين بدء أكتر من حد يقول لنا إن سلمى محتاجة تكشف عند دكتور أُذن لأنها ساعات مش بترد لما حد بيكلمها. دكتور الأُذن قال إنها زي الفل بس قالها تعمل إختبار ذكاء وتروح لدكتور تخاطب، دكتور التخاطب صدمني لما قالنا إنها عندها أُوتيزم (توحد). طبعاً دي كانت صدمة جامدة على العيلة كلها وعليا أنا بالذات وبدءت أول مرحلة تحدي كبير في حياتي
أنتي ربنا بيحبك جداً
كنت بوصل سلمى كل يوم الحضانة الخاصة بصعوبات التعلم وطول ما أنا راجعة أعيط وأُصيبت بحالة من الإكتئاب لغاية ما يوم في الحضانة قابلنا طفل مع سلمى وبيسأل مامته (ليه؟) وكأن ربنا بعتلي من خلاله بارقة أمل لأن في العادة مريض التوحد ماعندوش أي فضول إنه يسأل ليه. ولما سألنا عرفنا إن في مركز في أمريكا متخصص هو اللي ساعدهم
حابة إن الناس تعرف إن أنا وتامر لما إتجوزنا كانت إمكانياتنا بسيطة جداً وكانت رحلة أمريكا دي تكاد تكون مستحيلة لولا إن ربنا بيحبني جداً وبيّن لنا جدعنة ناس كتير جداً وقفوا جنبنا مادياً ومعنوياً وبالذات إخواتي
كانت الخطة إن إحنا نروح المركز ده لمدة 3 أسابيع ونرجع لكن في خلال الفترة دي تنطق سلمى لأول مرة جملة على بعض (أنا عايزة آكل). وده يوم مش هنقدر ننساه أنا وتامر ونور وهنا قررنا إن مهما كان الثمن تامر يرجع مصر و يرجع شغله وأنا والبنات نفضل في أمريكا ونكمل رحلة العلاج
وهنا كان تاني تحدي كبير لأني كانت أول مرة أقعد لوحدي واتحمل مسؤوليتي انا والبنات لوحدي وأنا واحدة أصلا متدلعة. كانت صعبة أوي في الأول بالذات إني أصلاً خريجة مدارس فرنساوي مش إنجليزي ومعرفش حد وأنا إنسانة إجتماعية جداً في بلد غريب لوحدي ومعايا البنتين ومفيش حد يسندني وحتى لو إحتجت تامر مش هايجي قبل 24 ساعة. بس بعد فترة ابتديت أتأقلم وأرجع لطبيعتي الإجتماعية. وبقيت بأفهم وبأتكلم إنجليزي وبأفهم أسباني كمان. استمريت أنا والبنات لمدة سنة ونص. في الفترة دي سلمى إتحسنت جداً وابتديت أنا أشغل نفسي بأني أعمل مشغولات يدوية اللي هي الحاجة اللي بحبها من صغري، وكمان بدأت أتعلم عن علم الطاقة والإستشفاء عن طريق الأحجار الكريمة. ولما استرجعت مواقف من طفولتي إكتشفت إن جدتي كان عندها علم الإستشفاء بالأحجار بس رباني وبالفطرة وكانت دايماً بتستعمل الأحجار في مواقف كتير. مثلاً للحامل كانت تقول إن الروبي مهم وبيمنع الإكتئاب اللي بعد الولادة لأنه بيقوي احساس الحب بالأخرين، والأحجارة المفيدة للولادة كمان الكهرمان لأنه بيقلل من نزيف ما بعد الحمل. ولما قريت أكتر عرفت إن العلم ده كان أساسه الفراعنة وده الحاجة اللي خلتني أتمسك بيه أكتر واهتم بيه
بعد سنة ونص جاء الوقت اللي كنا هننزل فيه مصر. والتحقت سلمى بحضانة خاصة في المعادي. ولما جاء الوقت إن سلمى تدخل المدرسة كنت مقررة إني عايزاها تدخل مع أُختها نفس المدرسة (الشويفات)، وفعلاً قدمنا لسلمى في 4 مدارس منها الشويفات وسلمى إتقبلت في الـ4 مدارس
دخلت سلمى الشويفات وعلى المستوى الدراسي كانت متفوقة بشكل كبير و كانت هي دي المشكلة إنها عشان كانت سريعة جداً في الحل و القراءة كانت بتقعد أوقات كتير في الفصل فاضية ودي كانت حاجة مأكدين عليها في أمريكا، إن سلمى ماينفعش تقعد فاضية لأنها ممكن تعمل مشاكل مع اللي حواليها. وبعد ما خلصت السنة، مع انها تفوقت المدرسة اعتذرت إنها مش هتقدر تقبل سلمى السنة الجديدة
أصبت باحباط وقررت إني هارجع أمريكا، بس القرار ده بصراحة آثر بالسلب عليا والبنات لأننا كلنا اتأثرنا بالوحدة والبعد عن العيلة. بعد السنة الدراسية ما خلصت رجعت أنا والبنات مصر وقررت اني هنجح في مصر لأني متؤكدة ان ربنا بيحبني جدا
إنتي مرزقة
واستقروا البنات في المدارس وأدركت إني لازم أتقبل الوضع زي ما هو وأشوف نعم ربنا عليا وده خلاني أشعر أنا أد ايه مرزقة وبدأت أعمل اللي بحبه أنا في تصميم بعض قطع الفضة ليا ولما كان أي حد بيشوف تصميماتي كان بيعجب بيها لغاية لما إقترح عليا صديق إني أبيع تصميماتي الخاصة وأفتح محل ومع اني مكنتش متؤكدة من مقومات النجاح الا اني كنت متؤكدة اني مرزقة
وفعلاً فتحت المحل وبتشتغل معاي فيه أختي رشا اللي بتشاركني نفس شغفي وحبي للأحجار وتصميم المجوهرات الفضية. ده كان تحدي كبير جداً لأني فتحته بعد الثروة بـ4 شهور وبدأت أجمع بين حبي لتصميم الفضة وبين علمي للإستشفاء بالأحجار. وكنت بأحس بكلمة بابا إني مرزقة لأني كنت دايماً بأرزق العلم من أحسن حد في مجاله
من الناس اللي أثرت في حياتي كان الدكتور حسن عباس زكي وزير الإقتصاد الأسبق. كل الناس كانت تعرف هذا الرجل من الناحية الإقتصادية ولكن هو كان عالم في علم الطاقة وهو إختارني إنه ينقل ليا علمه في مجال الأحجار الكريمة والبندول
ومن العلامات في حياتي السيدة زينب حمدي زوجة المفكر مصطفى محمود ومساعدة المهندس إبراهيم كريم المتخصص في علم البيوجيومتري. وهذه السيدة كانت بتجمع بين علم الأستاذ مصطفى محمود من الناحية الدينية والفلسفية وبين علم المهندس إبراهيم كريم في البيوجيومتري
ومش هانسى وليد غنيم وكل اللي إتعلمته منه في علم الطاقة. وأحب أشكر كمان وائل برهان صاحب كتاب “لك”ك
وأيضاً فبليب برميت الأشهر في مجال الإستشفاء بالأحجار الكريمة في أوروبا والعالم ومؤلف أهم أربع كتب في علم الإستشفاء بالأحجار الكريمة وهو اللي شجعني إني أفتح أول مركز في مصر وبتشتغل دلوقت معايا فيه اختي فاطمة بعد ما أقنعتها تسيب شغلها المؤسسي في شركة كبيرة ونلم شملنا احنا الثلاث اخوات مع بعض
التحدي اللي أنا بواجه دلوقتي إني إن شاء الله هافتح محل جديد في شهر مارس الجاي وده من التحديات اللي ناس كتير شايفة إني مجنونة إني بفتح محل تاني في ظل الوضع الإقتصادي اللي بتمر به البلد. الكل مستغرب إن المحل الجديد أكبر 3 مرات من المحل اللي في مول العرب. بس أنا عارفة اني مرزقة وكمان أنا مؤمنة إن الواحد لازم يكبر في بلده، وأنا عايزة أكبر جوة البلد قبل ما أكبر برة البلد وده من أهم الحاجات اللي حرصت عليها أن اي نجاح ليا يكون في مصر وأعتقد هو ده النجاح الحقيقي
شعاري في الحياة هو “القلب ميزان الحق“. أما عن الدعاء المفضل الى قلبي فهو اللهم سُق إليَّ من أردتَ سعادتَهُ، وسُق إليَّ أرزاقهُم ولا تشْغِلني بهِم عنك
قصتي لن تكتمل دون اني أذكر مساعدة نور بنتي الكبيرة ليا وتقبلها لأختها في كل مرحلة في حياتنا وإن دي من الحاجات اللي كانت مساعداني جداً وإن إحنا كنا صريحين جداً مع نور من أول يوم إن سلمى جزء مننا، جزء من العيلة ولازم نتقبلها ولازم نتعامل معاها مش نخبيها. ونور الصراحة تقبلت أختها من أول يوم وإشتغلت معانا من أول المشوار
أما عن سر نجاحي الحقيقي فهو دعم تامر جوزي وأمي وإخواتي وتشجيعهم ليا في كل محطة وكل نقطة تحول في حياتي