قصة رائدة أعمال اكتشفت قوتها الداخلية

10_heidi-belal

بداية معرفتي بهايدي كانت بسبب الموقع الألكتروني.للشركة اللي كنت بشتغل فيها.  كانت هايدي وشركتها مسؤولة عن تصميم الموقع الخاص بشركتنا.  لفت نظري جدا همتها وتحملها للمسؤولية وتواجدها واهتمامها بالتفاصيل وكأنها بتصمم موقع لشركتها هي.  بعدها استمرينا على اتصال وظل يبهرني نجاحها وتواضعها وشطارتها……سيدة رقيقة وقوية جدا في نفس الوقت.  اليكم قصتها

عندي تقريبا 40 سنة.  والدتي امريكية لكني عشت عمري كله في مصر.  كنت الوسطى بين اخت أكبر منى وأخ أصغر مني.  درست علوم كمبيوتر في الجامعة الأمريكية زي ما كنت عايزه وكان هدفي أعرف أخلي جهاز الكومبيوتر يعمل اللي عايزاه يعمله!  بعد التخرج اشتغلت في شركة تصميم مواقع لكنها قفلت بعد سنة من وجودها فى مصر

أسست مع زوجي شركة تصميم مواقع اسمها “كود كورنر“.  أيام بناء شركتنا كانت أيام لا تنسى.  في الأول قبل ما الشركة تكبر ونأخذ مقر ونعين موظفين اشتغلنا من بيتنا و كنت لسة أم جديدة.  كنت اقعد بين شغل البيت والأهتمام ببنتي أكتب كود المواقع واعمل مكالمات العملاء!  والحقيقة اللي ساعدني كثير كان مشاركة زوجي لي.  وكان لازم نتعلم نفصل بين الحياة الزوجية والبيت ومسؤوليات العمل

طول عمري بحب المطبخ وبالتحديد عمل الكوكيز والبراونيز والكاب كيكس.  امي كونها أمريكية علمتني انا واختي من واحنا صغيرين نعمل وصفات حلوة وسهلة وصحية في نفس الوقت وكنا دائما بنعملها لأولادنا ونقدم منها في كل المناسبات العائلية وبتعجب الجميع.  اتكلمت انا واختي كثير في فكرة اننا نعمل مشروع بس عمرنا ما اخدنا الموضوع بجدية الا ان حصل مرة ان واحدة منظمة حفلات اتعرفت علي عن طريق صديقتي طلبت مني اعمللها كاب كيكس لحفلة هي منظماها.  عملناهم انا واختي والحمد لله حققوا نجاح كبير وقعدنا بعدها نناقش فكرة المشروع بجدية

أول خطوة عملناها اننا اخترنا اسم لنا “كوكيز أند مور” وحددنا قائمة المنتاجات اللي حنقدمها.  عملت موقع الكتروني وكنا بنستقبل الطلبات من خلال الموقع ونعمل المنتاجات في بيتنا بجانب شغلنا الرئيسي.  لما الطلبات زادت بدأنا نتوسع وندرب ناس تطبخ وتخبز معانا من بيتنا ولما الموضوع كبر أكثر أجرنا شقة وأصبحت الطلبات بتطلع من المطبخ هناك وتم تعيين حد مسؤول عن تلقي الطلبات والجودة والتوزيع.  الحمد لله وصلنا النهاردة عندنا 6 موظفين وكمان فتحنا منفذ بيع في الجريك كامبس في وسط البلد

يشاء القدر ان كل ده ميكونش كفاية. اضطريت أساعد والدي كمان في شركته في مجال استيراد وتصدير ماكينات زراعية.  الشركة كان بيدرها شخص واحد غير مؤهل وللأسف لأشغال والدى فى مشاغل اخرى كثيره لم يكن عنده وقت كافى لمتابعة التفاصيل اليومية ادى الى ان مكنش فيها أي نظام اداري أو هيكل لنمو الشركة.  كان دوري الرئيسي هو عمل نظام الكتروني يساعده في مباشرة اعماله وتنظيمها

اللي حصل ان النظام ده سلط الضوء على فساد كان بيحصل ومش ظاهر ومشى تقريبا كل الموظفين ولقيت مسؤوليتي تحولت من برمجة مهام العمل فقط الى مسؤولة عن اعادة بناء هيكل الشركة من أول وجديد وتعيين موظفين وتدريبهم وادارتهم.  كان تحدي كبير جدا لي كونه مجال وطبيعة عمل مختلفة تماما عن تخصصي بعدد أكبر بكثير من الموظفين وطبع مختلف تماما من العملاء عن ما تعودت عليه.  بالأضافة الى تحدي كوني سيدة ملامحها أجنبية في مجال ذكوري تماما

ما بين ادارة ثلاث شركات مختلفة في ثلاث مجالات مختلفة ودوري كأم وزوجة فالتحديات في حياتي لا تنتهي.  أكبر تحدي بيواجهه أي صاحب عمل هو الحفاظ على استمرارية العمل والتأكد من الحصول على عمل يأتي بعائد مادي كافي لدفع المرتبات.  طبعا الحصول على حصة سوقية للشركة وسمعة طيبة وتوسيع نشاطك أساسي ومهم ولكن استمرارية العمل هو الأساس وبدونه لا يمكن لأي مشروع أن ينجح

أهم حاجة اتعلمتها وكانت نقطة التحول بالنسبة لي اني لقيت قوتي الداخلية واتعرفت عليها واتعلمت اني أقدر وده كان سبب زيادة الثقة عندي.  مهم أوي لكل سيدة انها تلاقي مصدر القوة عندها ودائما تؤمن بقدرتها وتتحدى نفسها ومتقبلش بالمسلمات أبدا، اضافتا الى الإهتمام بالعلم والمعرفة .  حافظي انك تتعلمي من كل اللي حواليكي الأكبر والأصغر منك فالعلم هو القوة

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s