
بمناسبه عيد الام هحكي عن تجربه شخصيه جدا جدا عن علاقتي بامي يمكن تفيد وتنفع غيري مش بس في علاقتكم بأهلكم لكن في علاقتكم بأي حد عزيز أوي عليكم
بقالي فتره بحس بخنقه وملل وضغط حقيقي لما بتقابل مع ماما وبحس بالعجز التام عن مساعدتها في انها تتبسط خصوصا وهي بتقول كلام بيقتلني. كل مرة نتكلم بيمشي الحديث كالاتي
عامله ايه يا ماما ؟ الحمد لله هعمل ايه اللي عايزه ربنا هيكون
ليه بس حبيبتي ؟ ولا حاجه هو انا بقي ليا لزمه…. الواحد مش عارف هو عايش ليه لغايه دلوقتي الحمد لله
متقوليش كده يا روحي ربنا يخليكي لينا. ده سنه الحياه ومحدش بيهرب من قضاه
ارتبك واتخنق وابقي عايزه اعيط ومره فعلا عيطت وقعدت اقولها متقوليش كده انا مش بحب اسمع الكلام ده. وكنت واروح البيت حرفيا مش حاسه لطعم باي حاجه وعلي طول جوايا صوت بيجلدني ان امي في حاله اليئس والعجز دي وانا مش عارفه اعملها اي حاجه
وابتديت ومره علي مره ابتديت استسلم اقلل مكالمات وزيارات واقعد اجلد في نفسي……طب اتكلم او ازورها بس هقلب القاعده ضحك وهتعامل من علي الوش عشان منفتحش الكلام الوحش ده تاني. أروح وانا بجلد نفسي وحاسه اني بمثل ومش بعمل اللي عليا برضوا وبستعبط ومش حاسه بيها. بقيت بلف حواللين نفسي وادعي ربنا انه يفتح لي اي باب يساعدني ابرها او اساعدها وابطل ضعف ومرقعه واقف جمبها
في يوم جالي دعوه لحضور ندوه بتتكلم عن مركزيه الله وان الانسان اللي بيقدر يحط ربنا قبل اي حاجه اد ايه بيكون قوي وعنده رضا. طول المحاضره وهو عمال يدي امثله وانا كل شويه افتكرها. افتكر ان اول حاجه كانت ديما بتعملها لما تضعف او تقع في مشكله انها تصلي او تمسك المصحف. اول ما اقولها انا خايفه من حاجه تقولي صلي قضاء حاجه. لو حد واقع في مشكله ومش لاقي مخرج تقوله انت ناوي خير ربنا هيؤجرك. يعني احسبها فعلا من المخلصين الصابرين
فكرت ان الست دي بقالها كام سنه حياتها كلها اتغيرت. كانت الاول عايشه في مكان قريب من انشطه تطوعيه كتير جدا وكانت طول الوقت يا بتعمل اطعام يا بتحفظ قران يا بتروح المسجد تصلي يا بتلم فلوس لحد محتاج يا تساعد حد من قرايبنا في مشكله
بس دلوقتي نتيجه للكورونا وكمان تغيير سكنها الاصلي كل ده وقف وبقت كل يوم بتصحي وتنام من غير اي شعور بالهدف أو معنى للحياة. وكأني فجأه واخيرا فهمت اد ايه مؤلم علي واحده زيها انها تحس انها مبقتش بتعمل حاجه مهمه واد ايه طبيعي جدا في لحظه احباط تفتكر ان هي نفسها اللي مبقتش مهمه
استعنت وعزمتها علي الاكله اللي بتحبها واول ما جت فرصه وحسيتها ابتدت تتكلم الكلام ده قلت لها حاسه بيكي. انا بقعد كتير اسرح اد ايه مؤلم تغيير طريقه حياتك بعد ما نقلتي بيت تاني ممكن يكون عملك ضغط كبير. انا عمرى ما انسي كميه العطاء والتطوع اللي كنتي بتعمليه. انا لحد دلوقتي بفتكر كل نصيحه كنتي بتقدميهالي وكل مره بتستقوي بربنا
لقتها بتقولي لاول مره بحماس مش حزن….. الحمد لله عشان كده انا كل يوم بقرأ ورد او اسمع درس دين بس انا مش قادره اعمل اكتر انا جسمي بقي تعبان اوي. قلت لها وانا كمان زيك وبقعد اللوم في نفسي بس بيساعدني اوي اني اعمل نص الفكره حتي بحس بانجاز وبلاقي نفسي عملت اكتر
قالت لي صح وابتدت تحكيلي عن خططها واللي بتفكر فيه وتديني نصايح ولاول مره بعد فتره طويله اشوف عنيها بتلمع. اشوف عينيها فيها حياه ورغبه في الحياه. بصلتها وقلت لها انا بحبك اوي. وابتدت هي كمان تقولي اد ايه بتحبني وبتدعيلي لاني عمرى ما زعلتها لا هي ولا بابا وقعدنا نفتكر ايامنا الحلوه
تاني يوم كلمتني وكلها حياه وحب ونشاط . ومر اسبوع وراه اسبوع وكان حالها اتبدل من حال لحال بس لاني قررت احط نفسي مكانها. اتقبل اللمها واشاركها الوجع واحس حقيقي اد ايه يوجع انك تكون حاسس انك عايش بلا جدوي